تتسارع وتيرة التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوتر مع إيران، وارتفاع احتمالات تدخل مباشر من واشنطن إلى جانب إسرائيل في الحرب الدائرة.

فقد أكدت مصادر مطلعة أن ما لا يقل عن 20 طائرة نقل عسكرية استراتيجية من طراز C-17A Globemaster III وC-5M Galaxy وصلت خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى عدة قواعد جوية في المنطقة، قادمة من أوروبا ومعظمها من الولايات المتحدة.

وبحسب المعلومات، تحمل هذه الطائرات معدات ثقيلة وأنظمة دفاع جوي إضافية، وذخائر متقدمة، وأفراد دعم لوجستي وقتالي، ما يشير إلى استعدادات أميركية متقدمة للانخراط في عمليات عسكرية محتملة ضد إيران.

وتأتي هذه التحركات في سياق سلسلة مؤشرات تصعيدية شهدتها الأيام الأخيرة، من بينها:

• إخلاء غير مسبوق لقاعدة “العديد” الجوية في قطر من معظم الطائرات الأميركية، كما كشفت صور أقمار صناعية نشرتها وكالة أسوشيتد برس، في خطوة يُعتقد أنها تهدف لحماية الأصول الأميركية من ضربات محتملة.

• تصريحات نارية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا فيها إلى “الاستسلام غير المشروط” من إيران، ملوّحًا بـ”تفجير كافة المنشآت النووية” الإيرانية، ومعلنًا أن واشنطن باتت تملك “السيطرة الكاملة على سماء إيران”.

• طلب ترامب تجهيز غرفة العمليات في البيت الأبيض وعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، بالتزامن مع تحركات بحرية لأسطول البحرية الأميركية في الخليج.

وتشير التحليلات إلى أن هذه الاستعدادات الأمريكية لا تُعد مجرد ردع دفاعي، بل قد تكون جزءًا من تهيئة ميدانية لخوض صراع مباشر أو محدود النطاق، خصوصًا في ظل الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية وأمنية إيرانية، بما في ذلك منشأة نطنز وهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه تقارير عن وصول وفد تفاوضي إيراني إلى سلطنة عمان، تزداد المخاوف من أن تكون نافذة الحلول الدبلوماسية قد بدأت تضيق بشدة، لصالح خيار الحسم العسكري.