نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: علاج واعد لأخطر أنواع سرطان الثدي .. الأمل... - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 12:05 صباحاً
في خطوة توصف بالتحول الجذري، وافقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) رسميًا على استخدام عقار جديد يدعى كابيفاسيرتيب لعلاج أحد أخطر أنواع سرطان الثدي المتقدم، وهو النوع المعروف بـ إيجابي مستقبلات الهرمونات (HR+) وسلبي مستقبلات HER2، الذي يُعد من الأنواع غير القابلة للشفاء حتى الآن.
هذه الموافقة جاءت في 11 أبريل 2025، ضمن إعلان اعتبره علماء الأورام لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الطب الحديث، إذ إن أكثر من ألف امرأة في بريطانيا يمكن أن يستفدن من هذا الدواء بشكل سنوي، وذلك بتناوله مرتين يوميًا ضمن بروتوكولات العلاج المعتمدة.
كيف يعمل العقار؟
يعتمد عقار كابيفاسيرتيب، المعروف تجاريًا باسم تروكاب والمصنّع من قبل شركة أسترازينيكا البريطانية، على آلية متطورة تقوم على تثبيط البروتينات غير الطبيعية التي تؤدي إلى انقسام الخلايا السرطانية وانتشارها داخل أنسجة الثدي أو إلى أجزاء أخرى من الجسم، ما يمنح المرضى وقتًا أطول قبل تفاقم الحالة، ويؤخر الحاجة إلى العلاج الكيميائي ومضاعفاته.
نتائج واعدة في التجارب السريرية
أظهرت التجارب السريرية التي شملت استخدام العقار مع العلاج الهرموني المعروف بـ فولفيسترانت، أن إضافة كابيفاسيرتيب ساهمت في إبطاء تطور الورم بمعدل 4.2 أشهر إضافية مقارنة بالعلاج الهرموني وحده، هذه النتائج رغم كونها تبدو رقمًا محدودًا، تمثل فارقًا مهمًا في حياة المريضات، وتفتح بابًا أوسع أمام احتمالات إطالة العمر وتحسين جودة الحياة.
ما أهمية هذا الإنجاز؟
تصف هيلين نايت، مديرة قسم تقييم الأدوية في المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية NICE، العقار الجديد بأنه «خيار علاجي حاسم» للنساء اللاتي لا يتوفر لهن سوى القليل من الخيارات المتاحة؛ إذ يتيح لهن تجنب العلاج الكيميائي ومضاعفاته، وتأخير الحاجة إليه في الحالات المتقدمة.
خلفية علمية ممتدة
رحب معهد أبحاث السرطان في لندن بالقرار، وأشاد بالنتائج باعتبارها ثمرة عقود من البحث العلمي في مجال العلاجات الموجهة؛ ووفقًا للدكتور كريستيان هيلين، المدير التنفيذي للمعهد، فإن نحو نصف النساء المصابات بسرطان الثدي من هذا النوع يمتلكن طفرات في جينات معينة تُسهم في تطور المرض، وهو ما يجعل العقار فعّالًا بشكل خاص في هذه الحالات.
أرقام ودلالات
وفقًا للبيانات الصادرة عن المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية، فقد شُخصت أكثر من 40 ألف حالة جديدة لسرطان الثدي في عام 2020 في بريطانيا وحدها، وكان نحو 15% منها في مراحل متقدمة عند التشخيص الأولي، وتُعد النساء المصابات بالنوع HR+/HER2- الأكثر احتياجًا لتقنيات علاجية تركز على الخلل الجيني في الخلايا السرطانية.
أمل جديد في الأفق
يمثل كابيفاسيرتيب نقطة تحوّل في معركة الطب الحديث ضد سرطان الثدي المتقدم، فقد انتقلت الآمال من تجنب تفاقم الحالة إلى إمكانية إبطاء تقدم السرطان وتحسين فرص النجاة، لا سيما في ظل محدودية الخيارات العلاجية السابقة لهذه الفئة من المرضى.
مع استمرار التجارب وتوسيع الدراسات السريرية، يُتوقع أن يدخل العقار حيز الاستخدام الأوسع عالميًا، ليمثل إنجازًا علميًا وإنسانيًا يسهم في إنقاذ آلاف الأرواح.
كابيفاسيرتيب، سرطان الثدي المتقدم، سرطان الثدي HR+ HER2-، علاج سرطان الثدي، تروكاب، أسترازينيكا، NICE، فولفيسترانت، العلاج الهرموني، الأدوية الموجهة، الأورام، تطور السرطان، علاج جديد للسرطان، معهد أبحاث السرطان، NHS
0 تعليق