نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ليس فقط السعرات الحرارية .. دراسة جديدة تربط الانفعالات والتقلبات الحياتية بتراكم الدهون - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 01:42 صباحاً
في ظل تصاعد معدلات السمنة عالميًا، تشير دراسة حديثة إلى أن السبب لا يقتصر فقط على تناول السعرات الحرارية الزائدة، بل ربما يعود بشكل أساسي إلى اضطرابات نمط الحياة والتقلبات العاطفية واليومية التي نمر بها جميعًا، من لحظات الحزن إلى لحظات الفرح.
نظرة جديدة من جامعة لوفبرا
البروفيسور آرثر دو، المتخصص في فيزيولوجيا الرياضة، وفريقه من جامعة لوفبرا البريطانية، أوضحوا في مقالة علمية أن نمط الحياة غير المستقر قد يكون من أهم العوامل المساهمة في زيادة الوزن المفرطة، وقالوا: "غالبًا ما يُهمَل هذا العامل رغم تأثيره الكبير في الوقاية من السمنة والصحة العامة".
تُظهر الأدلة أن زيادة الوزن لا تحدث تدريجيًا كل يوم كما كان يُعتقد، بل على شكل نوبات قصيرة مرتبطة بأحداث حياتية مرهقة أو مؤثرة مثل دخول الجامعة، الزواج، المرض، أو حتى تناول أدوية معينة.
زيادة الوزن لا تحدث بوتيرة ثابتة
الفكرة التقليدية التي تقول إن الجسم يكتسب الوزن بسبب فائض طفيف من السعرات كل يوم قد لا تكون دقيقة، فقد أظهرت بيانات حديثة جُمعت عبر أجهزة تتبع مثل "فيتبيت" أن تراكم الوزن غالبًا ما يحدث في فترات متقطعة، كرد فعل جسدي ونفسي على الاضطرابات والضغوطات.
مثلًا، قد يؤدي الإجهاد الناتج عن ضغط الدراسة أو العلاقات الشخصية أو الحمل والولادة إلى تغييرات في العادات الغذائية ومستويات النشاط البدني، وهو ما يدفع الجسم إلى تخزين الدهون.
دور الكورتيزول والاضطرابات النفسية في زيادة الوزن
يرتبط التوتر المزمن بزيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، والذي بدوره يؤثر في عملية الأيض، ويحفّز الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات، في حالات الطوارئ، يساعد الكورتيزول الجسم على الاستجابة السريعة، لكن في عالمنا الحديث، الضغوط المزمنة من ارتفاع تكاليف المعيشة أو التحديات اليومية لا تؤدي إلى الهروب بل إلى الإفراط في الأكل.
ارتفاع الكورتيزول قد يؤثر كذلك على مستويات الأنسولين، ما يسبب انخفاض السكر في الدم، ويؤدي بدوره إلى الرغبة المفرطة في تناول الكربوهيدرات السريعة والسكرية.
التقنيات الحديثة تساهم في الفهم والتحكم
يعتقد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة يمكن أن تساعد الأفراد على تتبع علاقتهم بنمط حياتهم وضغوطهم اليومية، ما قد يتيح إمكانيات جديدة لفهم توقيتات الزيادة في الوزن، وتقديم حلول مخصصة بناءً على طبيعة كل حالة.
ويرى فريق البحث أن الحل لا يكون في اتباع حميات قاسية أو ملاحقة كل غرام مكتسب، بل في فهم السياق العام لنمط الحياة، والتحكم في العوامل التي تسبب هذه الزيادات الدورية.
أهمية تعديل السلوك لا الحمية وحدها
يشير الباحثون إلى ضرورة التركيز على التغيير السلوكي المرحلي وليس الدائم، إذ أن زيادة الوزن في معظم الحالات ترتبط بفترات قصيرة محددة يمكن التحكم فيها من خلال تعديلات مؤقتة في السلوك مثل تعزيز النشاط البدني أو تحسين جودة النوم، كما شددوا على ضرورة الابتعاد عن جلد الذات أو الإفراط في اتباع أنظمة غذائية صارمة، لأن كثيرًا من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الوزن خارجة عن إرادة الشخص.
إعادة التفكير في السمنة كظاهرة اجتماعية ونفسية
تفتح هذه الدراسة أفقًا جديدًا لفهم السمنة وزيادة الوزن باعتبارها نتيجة لتفاعل معقد بين البيئة النفسية والاجتماعية والبيولوجية، وليس مجرد معادلة حسابية بين ما نأكله وما نحرقه.
إذا اعترفنا بأن اضطرابات نمط الحياة تمثل العامل الأساس في زيادة الوزن السنوية، فإن الخطوة التالية يجب أن تكون في تبني استراتيجيات مرنة، إنسانية، مخصصة لحالات الحياة الواقعية التي نعيشها جميعًا.
زيادة الوزن، نمط الحياة، السمنة، الكورتيزول، الضغط النفسي، اضطرابات الأكل، الذكاء الاصطناعي والصحة، جامعة لوفبرا، حرق الدهون، الأيض، الأنظمة الغذائية، الصحة النفسية والوزن، علاقة التوتر بالوزن، التمارين والسمنة، فيتبيت والوزن
0 تعليق