نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عندما يرقص الرصاص بدل الموسيقى في السودان - تليجراف الخليج اليوم الأحد 22 يونيو 2025 08:44 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
رغم ابتعادها نسبيًا عن خطوط النار، لم تنجُ المدن الآمنة في السودان من كوارث الحرب، إذ باتت ظاهرة “الرصاص الطائش” تهدد حياة المدنيين حتى في المناطق التي لم تشهد معارك مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. ووفقًا لخبراء علم الاجتماع، فإن تصاعد حدة الحرب ساهم في انتشار ثقافة اقتناء السلاح بين المواطنين، مما ضاعف من المخاطر.
مدن خارج العمليات العسكرية تتعرض للدماء والرعب
لا تقتصر ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي على المدن المنكوبة مثل الخرطوم وود مدني والأبيض، بل امتدت إلى مناطق شمالية وشرقية لم تتعرض لمواجهات مسلحة، ما يكشف عن تدهور عميق في بنية الأمن الاجتماعي، وتحول مدن مثل عطبرة والقضارف وحلفا الجديدة إلى ساحات للخوف والرعب.
قرارات صارمة من قادة عسكريين لوقف نزيف الأعراس
في خطوة لوقف نزيف الضحايا، أصدر قائد عسكري في منطقتي حلفا الجديدة ونهر عطبرة بولاية كسلا قرارًا بمنع إطلاق الرصاص خلال حفلات الزواج، وهدد بحبس العريس نفسه حال حدوث أي إطلاق نار خلال مراسم الزواج. جاءت هذه القرارات بعد تصاعد الإصابات والوفيات في تلك المناسبات، ما دفع الأجهزة الأمنية لاتخاذ إجراءات عاجلة.
مواطنون في نهر النيل يشتكون من رصاص الليل
في ولاية نهر النيل شمال السودان، عبر السكان عن استيائهم من تزايد إطلاق النار خلال الحفلات الليلية. وتؤكد الشهادات المحلية أن أصوات الرصاص باتت جزءًا من الحياة اليومية، وغالبًا ما تثير الرعب من اندلاع اشتباكات عسكرية أو غارات جوية، مما يعمق الإحساس بانعدام الأمان.
الرصاص الطائش يشوه حياة العائلات ويخترق جدران البيوت
تشير إيناس عبد الله، الموظفة في القطاع العام بمدينة عطبرة، إلى أن أصوات الرصاص باتت توهم المواطنين بوجود طائرات مسيرة تُقصف بالمضادات، وهو ما يعكس مدى تأثر الذهنية العامة بأجواء الحرب. وتقول إن بعض العائلات باتت ترفض إقامة حفلات الزواج دون إعلان مسبق بعدم إطلاق النار، حمايةً للأرواح.
أقسام الطوارئ تعاني من ضحايا لا ذنب لهم
في مستشفى القضارف الحكومي، يؤكد طبيب الطوارئ أن المستشفى استقبل العديد من حالات الإصابة والوفاة بسبب إطلاق النار العشوائي خلال العامين الماضيين. وأضاف أن بعض الإصابات كانت لأطفال أبرياء، ما حوّل حياة أسرهم إلى معاناة يومية لا تنتهي.
“أفراح بلا سلاح”.. حملة شعبية لمحاربة الظاهرة
في مواجهة هذا الخطر المتنامي، أطلق ناشطون وسماً بعنوان “أفراح بلا سلاح” على مواقع التواصل الاجتماعي، منادين بوقف إطلاق الرصاص في المناسبات العامة والخاصة. كما عقدت قيادات أهلية لقاءً مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار لحث السلطات على التدخل رسميًا وفرض قوانين رادعة.
ثقافة السلاح تتعمق خلال الحرب
الباحثة الاجتماعية سوسن عبد الكريم ترى أن إطلاق الرصاص في الأفراح يعكس ثقافة متجذرة في بعض المجتمعات، ترتبط بالشجاعة والفخر، لكنها تحولت في زمن الحرب إلى سلوك خطير يهدد الأرواح. وأشارت إلى أن اقتناء السلاح بات ظاهرة متفشية حتى بطرق غير قانونية، بسبب انهيار مؤسسات الدولة خلال الصراع.
السلاح يخترق البيوت دون مناسبة
تقول عبد الكريم إن بعض الحوادث لا ترتبط بالمناسبات، بل تسجل في الأحياء السكنية دون معرفة الجهة التي أطلقت النار، مما يجعل الرصاص الطائش أشبه بشبح لا يُرى، لكنه يقتحم البيوت ويخطف الأرواح بلا سابق إنذار.
ضرورة ضبط السلاح ومواجهة عشوائية المسلحين
أكدت الباحثة على أهمية حصر الأسلحة المنتشرة في المدن وتحديد مواقع المجموعات المسلحة المتحالفة مع الجيش، ومنع دخول السلاح إلى المناطق المدنية إلا بإشراف الدولة. وشددت على أن الحملات الأمنية والقانون وحدهما القادران على إعادة الاستقرار إلى المدن المهددة بفوضى السلاح.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق