كشفت الخسارة القاسية التي تلقاها فريق العين على يد مانشستر سيتي الإنجليزي (6-صفر)، في الجولة الثانية من كأس العالم للأندية لكرة القدم، عن استمرار الصعوبات الفنية التي يواجهها «الزعيم»، والتي أدت إلى تقديمه أداء باهتاً وبلا روح، حيث افتقر إلى التنظيم والتوازن بين الخطوط، كما تكررت الثغرات الدفاعية والتراجع الذهني، ليودع بذلك الفريق البطولة رسمياً، على أن تكون مباراته المقبلة أمام الوداد المغربي بمثابة أداء للواجب.

وعلى الرغم من لجوء مدرب العين، الصربي فلاديمير إيفيتش، إلى إجراء ستة تغييرات دفعة واحدة على التشكيلة الأساسية التي خاضت لقاء يوفنتوس، أملاً في تصحيح المسار وتحقيق استجابة فنية وذهنية، فإن النتيجة جاءت أكثر قسوة، بالخسارة بسداسية نظيفة.

وشهدت التغييرات منح الفرصة لحارس المرمى خالد عيسى، وإديس ياسيتش، وأمادو نيانغ، ويحيى نادر، ومحمد عباس، ونسيم الشاذلي، إلى جانب الإبقاء على فاكوندو زابالا، ورامي ربيعة، وبارك يونغ، وسفيان رحيمي، وهم الأربعة الوحيدون الذين خاضوا المباراتين، ومع ذلك لم تؤتِ هذه التغييرات ثمارها بل بدت كأنها زادت من حالة الارتباك داخل الملعب.

وعلى الصعيد الدفاعي، ظهر الفريق مفككاً، من دون أن يملك ردة فعل واضحة أو آلية ضغط منظمة، بل اعتمد على الفردية والارتجال، وكشفت الأهداف التي استقبلتها الشباك من الكرات الثابتة عن غياب التركيز والتنظيم في أكثر مواقف اللعب.

وفي الشوط الثاني تكررت الأخطاء وازدادت في الدقائق الـ10 الأخيرة، حيث استقبلت شباك الفريق ثلاثة أهداف جديدة في انهيار ذهني واضح، وسط ضغط كبير من لاعبي مانشستر سيتي المدفوعين برغبتهم في تسجيل أكبر عدد من الأهداف لاعتلاء صدارة المجموعة.

وأبدى مدرب العين، فلاديمير إيفيتش، استياءه الكبير من أداء الفريق، لاسيما في الدقائق الأخيرة من اللقاء، مشيراً إلى أن الفريق فقد تركيزه وانضباطه التكتيكي، ما سمح للسيتي بتسجيل عدد كبير من الأهداف في فترة زمنية قصيرة.

وقال إيفيتش في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لنادي العين: «عندما تخسر بنتيجتين ثقيلتين مثل (5-0) و(6-0)، لا يمكن الحديث عن الرضا، نعلم جيداً مستوى منافسينا، وندرك الفوارق، لكننا لا نستطيع أن نكون سعداء، ومع ذلك أشيد بما قدمناه دفاعياً، وما طبقناه في التحولات الإيجابية حين استعدنا الكرة، ما حدث في الدقائق الأخيرة لم يكن طبيعياً، فقدنا تركيزنا تماماً بعد الدقيقة 82، رغم أن الجميع كان يعلم دوره حتى البدلاء».

وتابع المدرب حديثه موضحاً أن الفريق حتى الدقائق الـ10 الأخيرة كان يقدم أداء منضبطاً، وقال: «حتى الدقيقة 80 كنا منضبطين، ومانشستر سيتي لم يصنع الكثير من الفرص في الشوط الأول، وسجل ثلاثة أهداف من كرات ثابتة، لكن في آخر 10 دقائق، تغيّر كل شيء، ويجب علينا أن نُراجع أنفسنا ونفهم لماذا حدث ذلك».

وحول المباراة المقبلة التي سيخوضها العين أمام الوداد المغربي في ختام مشاركته في البطولة، وصف إيفيتش اللقاء بأنه «ليس سهلاً»، مشدداً على ضرورة تقديم أداء أفضل، وتعلُّم الدروس من المباراتين السابقتين.

وتأتي المواجهة المقبلة أمام الفريق المغربي كفرصة معنوية أخيرة للفريقين اللذين فقدا الأمل بالتأهل، لتكون بمثابة «أداء واجب» من الناحية التنافسية، لكنها تمثّل من جهة أخرى اختباراً مهماً لمدى قدرة العين على استعادة توازنه وحفظ ماء الوجه قبل توديع البطولة.