متابعات- تليجراف الخليج

في تطور لافت يحمل في طياته روح المسؤولية الوطنية، أعلن الزعيم القبلي البارز شيبة ضرار استجابته لنداء الحوار وعدم التصعيد ضد قادة حركات الكفاح المسلح، مؤكدًا على ضرورة إعطاء الفرصة للجهود الحالية التي تهدف إلى إخراج السودان من أزمته المتفاقمة.

إيهاب السر يتواصل مع شيبة ضرار لأول مرة

الصحفي إيهاب السر كتب منشورًا على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، كشف فيه تفاصيل اتصال مباشر أجراه لأول مرة مع الزعيم القبلي شيبة ضرار، وقال:
“قبل قليل ولأول مرة وبمبادرة شخصية، اتصلت بعمنا شيبة ضرار، وأجرينا حوارًا مطولًا حول محتوى (لايفاته) في الفترة الأخيرة، وشرح لي الرجل كثيرًا من الأمور العالقة في صدره”.

وأضاف إيهاب أن شيبة عبّر عن استيائه من غياب التواصل الرسمي معه من قبل الدولة، على الرغم من أنه كان من أوائل الذين أعلنوا وقوفهم مع الجيش في ما وصفها بـ”معركة الكرامة”، إلى جانب قضايا أخرى رفض ذكرها.

تجاوز الخلافات من أجل الوطن

وتابع إيهاب حديثه بالقول:
“تجاوزنا كل ذلك، وتحدثت معه عن المرحلة الحالية التي تمر بها بلادنا، وعن العدو المشترك، وأوضحت له أن المعركة في خواتيمها، وأن الخلافات قد تؤدي إلى التشظي وانهيار النسيج الوطني”.

وأشار إلى أنه حاول إيصال رسالة مفادها أن السودان يتجه نحو مرحلة جديدة تتطلب من الجميع الارتقاء فوق الجراحات والمرارات مهما كانت قاسية، والتمسك بروح الوحدة في سبيل إنقاذ الوطن.

شيبة ضرار يعلن توقفه عن التصعيد

وفي خطوة وُصفت بالإيجابية، أعلن إيهاب السر أن شيبة ضرار وافق على دعوته بشكل واضح وصريح، حيث قال:
“طالبت الرجل وبشكل واضح لا لبس فيه أن يتوقف عن تناول أي أمور خاصة بقادة الحركات أو ما يمكن أن يفتت اللحمة الوطنية، وأن نمنح فرصة للحلول الجارية”.

وأوضح أن الزعيم القبلي استجاب للطلب بشكل فوري، ونزل عند “رغبتنا التي نسجت من حب هذا الوطن والرغبة في تماسكه”، مؤكدًا أن شيبة ضرار أعلن توقفه الكامل عن أي تصريحات أو مواقف قد تؤدي إلى التصعيد في المرحلة المقبلة.

التمهيد لمرحلة جديدة

ويأتي هذا التحول في وقت حساس تمر فيه البلاد بأوضاع سياسية وأمنية دقيقة، في ظل تزايد الجهود لتوحيد الصف الوطني، وفتح قنوات للحوار بين مختلف المكونات من أجل الوصول إلى حلول سياسية عادلة ومستدامة.

مراقبون اعتبروا إعلان شيبة ضرار خطوة مهمة في طريق نزع فتيل التوترات، خاصة في شرق البلاد، حيث يحظى بنفوذ واسع، مؤكدين أن أمثال هذه المبادرات الفردية قد تشكل أساسًا لتقارب وطني أشمل إذا ما قوبلت بحسن النية والتقدير من الأطراف الأخرى.