تليجراف الخليج - تأهل فريق إنتر ميامي الأميركي إلى دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، لكنه تأهل بطعم مر بعد أن أضاع فرصة "فوز ثمين" أمام بالميراس البرازيلي في اللحظات الأخيرة، ليكتفي بتعادل 2-2 كان كافيا لضمان الصعود، لكنه كلفه صدارة المجموعة وأجبره على مواجهة باريس سان جيرمان القوي في الدور المقبل.

فريق الدوري الأميركي للمحترفين كان على بعد 10 دقائق فقط من فوز كان سيمنحه قمة المجموعة وتذكرة إلى مواجهة بوتافوجو في الدور التالي. لكن هدفين متأخرين من بالميراس أطاحا بهذا السيناريو، ليتراجع الفريق الأميركي إلى المركز الثاني في المجموعة الأولى، ويضرب موعدا مع بطل ثلاثية الموسم الأوروبي، باريس سان جيرمان، في ملعب مرسيدس بنز بأتلانتا يوم الأحد المقبل.

ورغم خيبة الأمل، عبر إنتر ميامي عن فخره بكونه أول فريق في تاريخ الدوري الأميركي يتأهل إلى دور الـ16 من البطولة العالمية، وحقق ذلك من دون أي خسارة في دور المجموعات، بعدما تعادل مع الأهلي المصري وبالميراس، وحقق انتصارا مثيرا في العودة أمام بورتو البرتغالي.

ويزداد هذا الإنجاز بريقا عند مقارنته بأداء الفرق الأميركية الأخرى؛ إذ غادر سياتل ساوندرز المنافسات بعد ثلاث هزائم متتالية، كما خرج لوس أنجلوس إف سي مبكرا، بعد خسارتيه في أول جولتين.

لكن الشعور بالخسارة كان حاضرا في كواليس الفريق، خصوصا بعد التفريط في فوز كان قريبا جدا أمام بالميراس، لتتحول الفرحة إلى مزيج بين الفخر وخيبة الأمل.

وقال المدير الفني لإنتر ميامي، الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، في تصريح لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا": "نشعر بخيبة أمل لأننا كنا نمتلك المباراة. لم نستطع إنهاءها كما يجب. لكن الأمر لم يكن سهلا، لأننا واجهنا فريقا يلعب بجودة عالية ويعد من الأفضل في أميركا الجنوبية. الآن، تركيزنا بالكامل على الخطوة التالية".

ويدرك ماسكيرانو صعوبة المهمة المقبلة أمام باريس سان جيرمان، بطل دوري أبطال أوروبا، الذي استعاد توازنه بعد خسارته من بوتافوجو وتأهل بجدارة إلى الدور الثاني.

وأردف "نعرف أننا سنواجه ربما أفضل فريق في أوروبا حاليا. ستكون مواجهة صعبة، لكننا سنحاول تقديم أفضل ما لدينا، سنحاول إظهار جودتنا وإثبات قيمتنا في هذا المستوى".

وشدد ماسكيرانو على أهمية الإنجاز بحد ذاته قائلا "إنه حدث تاريخي للدوري الأميركي أن يكون لدينا فريق ضمن أفضل 16 فريقا في العالم. نحن الآن ضمن نخبة الكرة العالمية، وسنواصل التقدم".

المشاعر المختلطة امتدت إلى غرفة ملابس الفريق، حيث قال المدافع نواه آلن معبرا عن حالة اللاعبين "الشعور مر بطعمه الحلو والمر. تركنا المباراة تفلت من أيدينا، ونحن محبطون من أنفسنا قليلا. بالميراس فريق رائع وأثبت ذلك، فقد واصل الضغط والدفاع حتى النهاية".

وتابع: "باريس سان جيرمان فريق مميز، توج مؤخرا، بدوري الأبطال. ربما هو الأفضل في العالم حاليا. لكننا نذهب إلى هذه المواجهة بكل حماس، ونؤمن بأنفسنا. نحن متحمسون لهذا التحدي".

ورأى آلن، مثل مدربه، أن الفريق تجاوز توقعات الجميع في البطولة حتى الآن، واستطرد "لقد فاجأنا الجميع. لا أعتقد أن كثيرين توقعوا تأهلنا من المجموعة. دافعنا جيدا، وكنا فعالين في الهجمات المرتدة، وسيطرنا على فترات من المباريات. أثبتنا أننا نستطيع المنافسة عندما لا يعتقد الآخرون ذلك".

وواصل "الآن نركز على مباراة باريس، ونؤمن أننا قادرون على الذهاب بعيدا طالما نؤمن بأنفسنا. لن نخاف من أحد. هذه البطولة تمنح الفرق فرصة لإبراز موهبتها، ونحن فعلنا ذلك. أظهرنا كيف يمكننا أن نلعب وننافس في أعلى المستويات".

ورغم الأجواء الحماسية، تبقى لمحة إنسانية مؤثرة في الخلفية، إذ احتفل أسطورة إنتر ميامي، ليونيل ميسي، بعيد ميلاده الـ38 أمس، وسط شكوك حول ما إذا كانت مواجهة فريقه السابق باريس سان جيرمان هي الطريقة التي كان يتمنى الاحتفال بها.