شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: هل يذهب ترامب الى توقيع اتفاق تاريخي مع ايران يقلب فيه المعادلات القائمة منذ العام 1979؟ - تليجراف الخليج ليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 11:55 صباحاً
كان إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوصل الى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل مفاجئاً، ففي وقت ظنّ الجميع أن الأمور ذاهبة الى مزيد من التصعيد بعد الردّ الإيراني على ضرب الولايات المتحدة للمنشآت النووية فوردو ونطنز وأصفهان بضرب القواعد الأميركية في قطر جاء هذا القرار ليلاً.
حتماً لا أحد يعلم ما هو مضمون قرار وقف إطلاق النار ولا مدى استمرار العمل به. واللافت هو بيان مجلس الأمن القومي الايراني الذي صدر وأكد على أننا "أجبرنا العدو على الندم والاعتراف بالهزيمة ووقف عدوانه من جانب واحد، وقواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للرد الحاسم والموجع على أي عمل عدائي". أمام هذا المشهد يبقى السؤال الأهمّ: ماذا بعد وقف اطلاق النار؟ وهل سينعكس على بقية الملفات في المنطقة؟.
"وقف إطلاق النار إذا لم يستكمل بإتفاق سياسي بين الجانبين الإيراني والأميركي فهو سيكون اتفاقاً هشا". هذا ما أكده المتابع للشأن الايراني هاني فحص، لافتا الى أن "بيان مجلس الأمن القومي واضح، والايرانيون سيتعاملون مع وقف النار من باب عدم الثقة بالطرف الآخر لأننا جميعاً نعرفه، وأي محاولة إستهداف أو إغتيال في هذه الفترة لن تقبل به ايران وسيلقى رداً قاسياً".
أما بخصوص المفاوضات الايرانية الاميركية وانعكاسها على ملفات المنطقة. ترى الباحثة واستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتورة ليلى نقولا أن "الايراني يفاوض عن نفسه فقط، ولا أحد يفكر أنه سيقدم تنازلات من أجل ملف غزة أو لبنان، الحقيقة أنه يريد فصل الملفّات، ولكن إذا طلب منه الاميركي الدخول لحفظ الاستقرار في المنطقة سيفعلها ليكرس زعامته الاقليمية".
بدوره فحص لا ينكر أن البرنامج النووي الايراني أصيب بخسائر وعلى فرض أن الاميركي دمّر منشأة فوردو ولكن المخزون ومصانع أجهزة الطرد المركزي موجودان، كما أن البرنامج الصاروخي لم يدمّر، والحديث عن سقوط النظام الإيراني إنتهى. لافتا الى أنه "كان يمكن قبل الحرب الاسرائيلية على الجمهورية الاسلامية الحديث عن فصل الملفات في المنطقة عن الملف الاسرائيلي، لافتا الى أنه "قبل الحرب الاسرائيلية الايرانية كان يمكن الحديث عن فصل الملفات في الشرق الاوسط، وتحديدا الملفين اللبناني والفلسطيني عن الملف الايراني ولكن اليوم وُضع على طاولة المفاوضات بين الاميركي والايراني بندان أساسيان، الأول النووي وتخصيب اليورانيوم وإزالة العقوبات عن طهران والثاني هو الدور الاقليمي للأخيرة، وحتماً سينعكس ذلك على الساحة عبر الحدّ من المطالب الاسرائيلية في المنطقة".
تعود ليلى نقولا لتشير الى أن "حزب الله" استطاع أن يحفظ وجوده وهو لا يحتاج لايران ليقوم بذلك، والحديث عن اقصائه من المشهد السياسي ونزع السلاح بالقوة غير وارد، وبالتالي يُمكن للأميركي أن يحصل على ضمانات بأنه لن يُصار الى الاعتداء على إسرائيل". أما هاني فحص فيشير الى أن "المسار الذي بدأ في لبنان لن يتأثر بمعنى أن مشروع لبننة الحزب قائم، وموضوع تسليم السلاح قد يستمر ويصل الى نتائج ايجابية، بمعنى آخر المسار سيستكمل ولن يقف أو يتراجع سلباً ولكن الضغط سيخفّ ولن يحصل أي شيء بالقوّة".
"من 7 أكتوبر تاريخ عملية الطوفان الاقصى وحتى اليوم والاسرائيلي يقوم بالانجازات". هذا ما تراه ليلى نقولا، وتشير الى أن "ذلك دفعها للتوسع المفرط مما "أكلها" من الداخل، وعلى مدى القصير شعرت تل ابيب "بنشوة الانتصار"، ولكن على المدى الطويل ليس هناك من إنجازات، فالغرور دفعها الى محاولة اسقاط النظام الايراني، من هنا جاءت عملية قصف الجمهورية الاسلامية، وهو كان هدف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو منذ عام 1996، والشعور بفائض القوة جعل بلاده تدفع الثمن"، معتبرة أنه "بالنتيجة واجهت ايران أوروبا وأميركا وتل ابيب وانتصرت، فضُربت اسرائيل لأول مرّة وكرست نفسها على طاولة الكبار في المنطقة". وتضيف: "تقديري أنّ ترامب سيذهب الى توقيع اتفاق تاريخي مع طهران تداعياته ستكون مشابهة لسقوط جدار برلين، الّذي كان على مدى خمسين عاما ستاتيكو معين سقط بسقوط جدار برلين، وأصبح هناك آخر، وفي المنطقة ستنقلب المعادلة القائمة منذ العام 1979 بعد الاتفاق الاميركي-الايراني".
حتى الساعة يبدو الأمر الأساسي أن الحرب الاسرائيلية الايرانية توقفت، والسؤال: "هل ستنعكس على بقية الملفّات في المنطقة؟".
0 تعليق