متابعات- تليجراف الخليج

أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن مجلس الأمن الدولي أصدر بيانًا صحفيًا شديد اللهجة، أدان فيه الاعتداء الدموي الذي استهدف بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، والذي وقع في منطقة بيراو وأسفر عن مقتل أحد أفراد قوات حفظ السلام أثناء أدائه لمهامه.

بيان مجلس الأمن الدولي: توغل ممنهج للدعم السريع

وفي تطور لافت، أبدى أعضاء مجلس الأمن قلقهم البالغ إزاء تصاعد الهجمات ضد قوات حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، مشيرين بوضوح إلى توغلات متكررة وممنهجة تنفذها عناصر مليشيا الدعم السريع، في إطار دعمها للجماعات المسلحة المتمردة في أفريقيا الوسطى.

وتُعد هذه الإشارة الصريحة من مجلس الأمن إدانة واضحة للدور التخريبي الذي تمارسه قوات الدعم السريع خارج حدود السودان، وهو ما يمثل توسعًا خطيرًا في نطاق أنشطة المليشيا التي لا تكتفي بإشعال الحرب داخل البلاد، بل أصبحت تهدد أمن واستقرار دول الجوار.

الخارجية السودانية: دعم دولي لموقف الخرطوم

وفي بيان صادر عنها، رحّبت وزارة الخارجية السودانية بإدانة مجلس الأمن، واعتبرت أن تحميل المليشيا الإرهابية مسؤولية تأجيج الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى يمثل تأكيدًا دوليًا جديدًا على خطورة السلوك الإجرامي لهذه الجماعة المسلحة.

وشددت الخارجية على أن السودان ظل يحذر مرارًا من اتساع دائرة إجرام الدعم السريع، ومن عدم اكتراثها بنداءات وقرارات المؤسسات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أن الاعتداء الأخير يثبت أن المليشيا لا تمثل فقط خطرًا داخليًا، بل أصبحت تهدد استقرار المنطقة بأسرها.

دعوات لتصنيف “الدعم السريع” جماعة إرهابية

وفي تصعيد واضح للهجة الخطاب، جدّد السودان عبر وزارة خارجيته دعوته إلى المجتمع الدولي بكل منظماته وهيئاته ودوله إلى ممارسة المزيد من الضغوط المباشرة على مليشيا الدعم السريع، وعلى الدول الداعمة لها إقليميًا.

وطالبت الخارجية بتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية وفرض عقوبات صارمة على قياداتها وعلى الدول التي تقدم لها الدعم، وذلك بهدف ضمان التزامها بإرادة المجتمع الدولي، ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

مليشيا الدعم السريع أمام المحاسبة الدولية

ويُعد هذا البيان من مجلس الأمن الدولي أحد أكثر البيانات صراحة ووضوحًا في تحميل الدعم السريع مسؤولية أفعال عدائية خارج حدود السودان، الأمر الذي يعزز من موقف الحكومة السودانية الساعي إلى محاصرة هذه الجماعة عسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا.

وتأتي هذه الإدانة في ظل تزايد التقارير عن تورط عناصر الدعم السريع في دعم جماعات مسلحة خارج السودان، في وقت تواجه فيه البلاد حربًا داخلية عنيفة بين الجيش والمليشيا منذ أبريل 2023.