في تحذير مباشر لحكومة الاحتلال، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن المقاومة الفلسطينية تواصل تنفيذ عمليات نوعية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن جنائز جنود الاحتلال ستتحول إلى مشهد يومي ما دامت الحرب مستمرة.

وفي بيان مقتضب نُشر عبر قناته الرسمية على "تلغرام" مساء الأربعاء، شدد أبو عبيدة على أن "مجاهدي القسام يقدمون نماذج فريدة في البطولة والإقدام"، مضيفًا أن الكمائن الأخيرة تمثل "صورًا حية للتاريخ تثبت أن مجاهدي شعبنا هم أكثر مقاتلي الحرية شجاعة وفدائية في العصر الحديث".

وانتقد الناطق العسكري لحركة حماس بشدة الأداء السياسي والعسكري الإسرائيلي، قائلاً إن "حكومة العدو تخدع جمهورها وتتجاهل الاعتراف بأنها تلقي بجنودها في وحل غزة من أجل أهداف سياسية وهمية".

مقاتل من القسام يعتلي ناقلة جندي إسرائيلية ويلقي عبوة ناسفة في قمرة القيادة ”فيديو”

تصريحاته جاءت بالتزامن مع نشر كتائب القسام تسجيلًا مصورًا يُظهر تنفيذ كمين محكم ضد ناقلتي جند إسرائيليتين في محيط مسجد علي بن أبي طالب جنوب مدينة خان يونس، أسفر عن مقتل ضابط و6 جنود، بالإضافة إلى إصابة 16 آخرين، بحسب ما أعلنه جيش الاحتلال في وقت لاحق.

ويوثق المقطع لحظة تسلل مقاتلين من القسام بين أنقاض البيوت المدمرة، قبل أن يستهدف أحدهم ناقلة جند بعبوة من نوع "شواظ" ألقاها داخل قمرة القيادة، بينما فجّر الآخر عبوة ثانية في ناقلة تقف على مقربة منها، مما أدى إلى اشتعال الآليتين بشكل متزامن وانسحابهما من المكان.

وأظهرت المشاهد جنديًا إسرائيليًا عاجزًا بجانب إحدى الآليات المشتعلة، فيما حلّقت مروحية عسكرية في محاولة لإخلاء الجرحى. وباءت محاولات فرق الإطفاء التابعة للاحتلال بالفشل، رغم استخدام جرافة من طراز "D9" لتغطية الناقلة المشتعلة بالرمال.

وأفادت تقارير محلية بأن الاحتلال اضطر لسحب الآلية المدمّرة إلى شارع صلاح الدين، ثم إلى خارج قطاع غزة، ولم يُخمد الحريق إلا بعد دخولها إلى الأراضي المحتلة، في حين بقي الجنود القتلى داخلها حتى اللحظة الأخيرة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في القطاع، مدعومة من الولايات المتحدة، منذ 7 أكتوبر 2023، في حرب خلّفت أكثر من 188 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وسط تدمير واسع وتهجير مئات الآلاف من السكان.