نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل عقولنا؟ تحذيرات من تأثير الروبوتات على العلاقات الإنسانية - تليجراف الخليج اليوم الخميس 26 يونيو 2025 09:26 مساءً
يتزايد اعتماد الأفراد والمجتمعات على روبوتات الدردشة والوكلاء الافتراضيين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، بدءاً من تقديم الدعم الفني إلى توفير الرفقة النفسية. ومع هذا التوسع، تبرز تساؤلات عميقة حول التأثيرات الاجتماعية والعاطفية لهذه التفاعلات الاصطناعية على الدماغ البشري.
ويشير الدكتور بنجامين بيكر من قسم علم النفس بجامعة هونغ كونغ إلى أن أدمغة البشر مصممة تطورياً للاستجابة للتفاعل الاجتماعي، من خلال أنظمة دماغية تسهّل بناء الثقة وفهم الآخرين وتكوين الروابط. ولذلك، فإن العديد من المستخدمين يعاملون أدوات الذكاء الاصطناعي كما لو كانت كيانات حقيقية، يضفون عليها صفات إنسانية مثل المشاعر والنوايا، في ظاهرة تُعرف باسم "التجسيم".
وتحذّر الأبحاث من أن هذا النوع من التفاعل قد يغير الطريقة التي يعمل بها الدماغ، خصوصاً في المواقف الاجتماعية، إذ تبدأ الأنظمة العصبية في التكيّف مع هذه "العلاقات" الرقمية، مما قد يؤثر في تعامل الإنسان مع العلاقات الواقعية، لا سيما لدى الشباب الذين لا تزال هوياتهم الاجتماعية في طور التكوين.
ورغم المخاوف، يرى الخبراء فرصاً واعدة؛ فالذكاء الاصطناعي قد يسهم في تقليل الشعور بالوحدة، ويعزز التعلم والعلاج من خلال محاكاة التفاعل الاجتماعي. لكنه في المقابل، قد يُنتج آثاراً سلبية كتعزيز الانعزال عن العلاقات الحقيقية، أو تضخيم المعلومات المضللة، أو حتى استغلال آليات الترابط العاطفي لزيادة الاستخدام بطريقة لا تراعي مصلحة المستخدم.
وفي ظل هذا الواقع الجديد، يدعو الباحثون إلى ضرورة مراقبة التأثيرات النفسية والاجتماعية لهذه التكنولوجيا، خاصة على الأجيال الصاعدة، لضمان تطور صحي ومتوازن في ظل الذكاء الاصطناعي المتزايد.
0 تعليق