غادر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع وقد حصل على استثناء نادر يسمح له بعدم الالتزام بالزيادة المتفق عليها في الإنفاق الدفاعي، لكن مغادرته لم تمر بهدوء، إذ وجد نفسه في مرمى تهديدات تجارية جديدة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ورغم توافق دول الناتو على رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، أعلن سانشيز أن إسبانيا ستكتفي بإنفاق يصل إلى 2.1% فقط، واصفًا هذا الرقم بأنه "كاف وواقعي"، في تحدٍ صريح للموقف الجماعي داخل الحلف. وبرر سانشيز موقفه بالتأكيد على أن السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي تُدار من بروكسل وليس من العواصم الوطنية، قائلاً: "إسبانيا دولة منفتحة وصديقة، ونعتبر الولايات المتحدة شريكًا مهمًا لنا".

من جانبه، لم يُخفِ ترامب استياءه من الموقف الإسباني، وصرّح بأن إسبانيا تحاول "الركوب مجانًا"، ملمّحًا إلى إمكانية تعويض ذلك عبر فرض رسوم جمركية أعلى على المنتجات الإسبانية. هذا التصعيد أثار تساؤلات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن مدى جدية هذه التهديدات، وإمكانية تطبيقها فعلياً.

وأعرب رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر عن دهشته من التصريحات الأمريكية، مشيرًا إلى غموض نوايا ترامب، حيث قال: "ليس من السهل دائمًا تفسير ما يقصده الرئيس ترامب، ولا نعرف إن كان يستهدف منتجات معينة من إسبانيا أم أن هناك خطة أشمل". وأكد أن الجميع بانتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة.

يُذكر أن هذا التوتر يأتي في وقت يسعى فيه الحلف إلى تعزيز وحدته وتوزيع عبء الدفاع بشكل أكثر توازناً، لكن المواقف الفردية لبعض الدول قد تُعيد رسم معادلات القوة داخل الناتو والعلاقات الاقتصادية العابرة للأطلسي.