في عالمنا السريع والمزدحم اليوم، يركّز الأزواج غالبًا على الإيماءات الكبيرة مثل الخروج في مواعيد فاخرة، أو السفر، أو حتى حضور جلسات علاجية على أمل إنعاش علاقتهم العاطفية.

لكن خبراء العلاقات يحذّرون من إهمال أمر بسيط جدًا، ورغم ذلك غالبًا ما يُنسى: القبلة، قد يبدو الأمر تافهًا، لكن تجاهل هذه اللفتة الصغيرة يمكن أن تكون له عواقب أكثر خطورة مما يظنه الكثير من الأزواج.
قالت ماريا فريا، خبيرة في التثقيف الجنسي والمؤسسة المشاركة لمنصة "Beducated" للتثقيف الجنسي، لصحيفة ديلي ميل إن القبلة هي "أكثر أدوات العلاقة العاطفية التي يتم التقليل من قيمتها".
فبينما ينشغل الأزواج بعدد مرات العلاقة أو بمدى قوة تواصلهم، تؤكد فريا أنهم يتجاهلون واحدًا من أقوى مؤشرات السعادة طويلة الأمد: القبلة الحقيقية والمستمرة.
وقالت فريا:"يحدث شيء سحري عندما نتوقف عن تقبيل بعضنا بشكل روتيني، ونبدأ في التركيز على اللحظة، حتى لو لثوانٍ إضافية فقط، حينها يتحول دماغك من وضعية التحية إلى وضعية الاتصال. ويصبح شريكك فجأة أكثر جاذبية في نظرك."

كشفت دراسة أُجريت في عام 2020 أن عدد المرات التي يقبّل فيها الأزواج بعضهم يُعد مؤشرًا قويًا على الرضا الجنسي والعاطفي في العلاقة، ومع ذلك، كثير من الأزواج لا يقبّلون بما فيه الكفاية.
أظهر استطلاع عام 2011 أن واحدًا من كل خمسة أزواج لا يتبادلون أي قبلة لمدة أسبوع كامل. والأسوأ أن اثنين من كل خمسة أزواج يقولون إن قبلاتهم لا تتجاوز الخمس ثوانٍ.
واللافت أن العمر يلعب دورًا في سلوك التقبيل، فمن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يقبّلون بمعدل 11 مرة في الأسبوع، في حين أن 5% فقط ممن هم فوق سن الـ45 يقبّلون أكثر من 31 مرة أسبوعيًا.
يُرجع الكثير من البالغين تراجع الحميمية الجسدية إلى ضيق الوقت، لكن الخبراء يقولون إن السبب قد يكون أعمق بكثير.
قالت بري تمبل، خبيرة العلاقات:"إذا بدأت القبلات تتلاشى، فذلك علامة خفية على تغيّر أعمق يحدث في العلاقة. إنها من أولى الإشارات على الانفصال العاطفي.فغياب تلك اللحظات الرقيقة لا يعني فقط نقصًا في اللمس الجسدي، بل أيضًا غياب لغة عاطفية مشتركة تقرّب بين الشريكين. وحينها، قد يشعران وكأنهما مجرد زملاء في المنزل، لا عشاق."
أما لمن يريد زواجًا يدوم، فيقول آرثر بروكس خبير في العلوم الاجتماعية وأستاذ جامعي كرس حياته لدراسة الحب إن أساس أي زواج ناجح هو الصداقة.
قال بروكس:"الهدف من الزواج ليس الشغف... بل الصداقة. يجب أن تكونا صديقين مقربين، ويفضل أن تكونا أفضل أصدقاء لبعضكما."