نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من قاع الألم إلى قمة الأمل.. متعافٍ يقهر الإدمان ويعانق «كليمنجارو» - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 11:49 مساءً
في قلب دبي، حيث تتشابك خيوط الطموح والإنجاز، انطلقت قصة لم تكن مجرد رحلة، بل كانت ملحمة إنسانية، جسدتها روح متعافية من براثن الإدمان، من مركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي، شقّت الدروب نحو قمة جبل كليمنجارو الشاهقة، أعلى قمة جبل في العالم، ليحمل بطل من أبطال التعافي رسالةً نقية كنسمات القمة، رسالةً تتجاوز حدود الألم، لتلامس آفاقاً جديدة من الأمل والاندماج.
نحو النور
تحت شعار «من قاع الألم... إلى قمة الأمل»، بدأت الرحلة التي استغرقت ستة أيام، محفوفة بتقلبات الطقس وتحديات الطبيعة. اجتمع فريق من المركز مع هذا البطل، في تحدً لم يكن جسدياً فحسب، بل كان اختباراً عميقاً للروح.
لم يكن الصعود مجرد تسلقٍ لمرتفعات صخرية، بل كان مساراً تحويلياً من وادٍ سحيقٍ من الألم واليأس، إلى قمةٍ تتنفس فيها الإرادة هواءً نقياً، متحررة من وصمة الماضي وآثاره.
على قمة كليمنجارو، وقف البطل المتعافي شامخاً، رافعاً علم دولة الإمارات وشعار مركز إرادة، وكأنه يرسل صرخة أمل مدوية إلى كل من يعاني في صمت: «الإدمان مرض، والعلاج هو السبيل، أنت لست وحيداً في هذه المعركة، وهناك أيادٍ ممدودة إليك، إن قررت أن تخطو الخطوة الأولى».
في كل خطوةٍ خطاها نحو القمة، كان يستحضر ماضيه، لا ليركن إليه أو يستسلم لذكرياته، بل ليؤكد لنفسه وللعالم، أن السقوط ليس نهاية المطاف، وأن التعافي هو البداية الحقيقية لحياةٍ تستحق أن تُعاش، بكل ما فيها من جمالٍ وقوة.
تجسيد الإرادة
لم تكن هذه المبادرة وليدة الصدفة، بل جاءت لتصب في صميم البرامج المجتمعية للمركز، الهادفة إلى كسر وصمة الإدمان، وتعزيز التمكين النفسي والاجتماعي للمتعافين، إنها خطوةٌ نحو دعم مسيرتهم في الاندماج الإيجابي في نسيج المجتمع.
ووثقت لحظة الوصول بصورةٍ جماعية، حملت شعار الرحلة، في إشارةٍ رمزية إلى التحول العميق الذي يختبره المتعافون، عندما تتاح لهم بيئةٌ داعمة وفرصٌ محفزة.
وأكد عبد الرزاق أميري المدير التنفيذي لمركز إرادة للعلاج والتأهيل، أن رحلة التعافي لا تتوقف عند حدود العلاج، بل هي بداية لرحلةٍ جديدة، تتجلى فيها أروع معاني القوة والتغيير.
وشدد على الدور المحوري لمثل هذه المبادرات، في بناء الثقة بالنفس لدى المتعافين، وإبراز قدراتهم الكامنة، وتوجيه رسالةٍ إيجابية واضحة بأن التعافي ممكن، وأن الدعم المجتمعي يصنع فرقاً حقيقياً يضيء دروب الأمل.
أمل وإلهام
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله الأنصاري مدير إدارة التوعية والدعم الاجتماعي، أن قصص النجاح هي شعلة تلهم الآخرين، وتفتح لهم أبواب الأمل.
مشيراً إلى أن اختيار أول متعافٍ من الإدمان ليخطو بقدميه على قمة كليمنجارو، كان رسالة لا لبس فيها: أصحاب الإرادة الحقيقية، قادرون على تجاوز مراحل العلاج الصعبة، والوصول إلى أسمى درجات الإنجاز والعطاء.
أما البطل المتعافي، فقد صاغ تجربته بكلماتٍ مؤثرة: «كل خطوةٍ على الجبل، كانت تذكرني بخطوةٍ على طريق التعافي.. أول اعتراف، أول لحظة صدق مع الذات. اليوم، من أعلى نقطة على جبل كليمنجارو، أقول لكل شخصٍ يعاني بصمت: لا تخجل، لا تستسلم... أنت تستحق حياة جديدة، والتعافي ممكن».
واختتم رسالته بنبرةٍ مليئةٍ بالامتنان: «ما أوصلني إلى هنا لم يكن فقط العلاج، بل الثقة التي مُنحت لي، والمساحة التي وفرها لي مركز إرادة للعلاج والتأهيل، لأعيد اكتشاف نفسي. كل إنسان يستحق فرصةً جديدة، مهما كانت العثرة، ولا أحد ينجو بمفرده».
0 تعليق