أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، ملاسنة كلامية حادة بين ثلاث مواطنات عراقيات داخل إحدى عربات مترو الأنفاق في ألمانيا، بسبب قيام فتاتين بتصوير بث مباشر أثناء تواجدهما في المواصلات العامة، ما أدى إلى خلاف تصاعد إلى تراشق لفظي بين الأطراف.

ويظهر الفيديو الفتاتين وهما تجلسان في المقعد الأمامي لعربة المترو، وتقومان بتصوير مقطع فيديو مباشر عبر إحدى المنصات الاجتماعية، بينما كانت امرأة عراقية أخرى تجلس خلفهما، وتعبر عن استيائها من التصوير دون إذن، مطالبة الفتاتين بعدم توجيه الكاميرا نحوها، مؤكدة أن هذا الأمر يمس خصوصيتها وخصوصية باقي الركاب.

ورغم طلب المرأة المحجبة التحلي بالاحترام واللباقة، أصرت الفتاتان على الاستمرار في التصوير، وقالت إحداهما بلهجة تحمل سخرية: "الشارع شارع الله"، مشيرة إلى أنها تملك الحرية في التصرف، وطالبت السيدة بالانتقال إلى مقعد آخر إذا لم تعجبها الوضع.
هذا الجواب دفع بالسيدة للرد عليه بطريقة أكثر حدة، لتتطور الأمور إلى تبادل الاتهامات والكلمات الجارحة.

وفي لحظة تصاعد الخلاف، وجهت المحجبة حديثها إلى إحدى الفتاتين قائلة: "طاح حظ العراقيين إذا أنت محسوبة عليهم"، في إشارة إلى انزعاجها من سلوك الفتاة الذي رأته لا يعكس الصورة الحسنة للمجتمع العراقي في الخارج.
وردت الفتاة بعصبية، موجهة حديثها إلى المرأة: "ممكن نقدم شكوى ضدك لكن لأنك عراقية ما راح نغلط على عراقية، عشان نحنا أشرف منك".
ليأتي رد السيدة بقوة وحزم: "لا تقولين أشرف منك، أنا أشرف منك ومن عشيرتك.. تأدبي".

المشهد الذي جمع بين الدفاع عن الخصوصية من جهة، وحرية التعبير وتصوير الواقع من جهة أخرى، أثار جدلاً واسعاً بين المعلقين على مواقع التواصل، حيث انقسمت الآراء بين من أيّد موقف المرأة المحجبة باعتبار أن التصوير في الأماكن العامة دون إذن يُعتبر تعدٍّ على خصوصيات الآخرين، ومن دعم الفتاتين تحت شعار حرية التعبير.

ويأتي الحادث في ظل تنامي ظاهرة البث المباشر في المواصلات العامة والمواقع العامة لدى بعض الشباب والمراهقين، وهو ما يفتح المجال لتساؤلات حول حدود الحرية الشخصية واحترام الآخرين في الفضاء العام، خاصة في المجتمعات الغربية التي تضع ضوابط صارمة لحماية الخصوصية.