نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حين ينكسر الزمن .. اكتشاف علمي يربك الفيزياء ويعيد رسم قوانين الكون - تليجراف الخليج اليوم الأحد 29 يونيو 2025 04:14 مساءً
تليجراف الخليج - في لحظة قد تسجّل في تاريخ العلم كنقطة تحوّل، أعلن فريق من الفيزيائيين في إنجلترا عن اكتشاف مذهل يقلب مفاهيمنا الراسخة عن الزمن رأساً على عقب. ففي دراسة حديثة، كشف العلماء عن وجود "سهمين متعاكسين للزمن" داخل الأنظمة الكمومية المفتوحة، في ظاهرة لم تكن تخطر على بال حتى أكثر العقول جرأة في الفيزياء النظرية.
لطالما اعتُبر الزمن نهراً لا يعود، يتدفق في اتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل. لكن ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟ ماذا لو كان الزمن، في أعماق العالم الكمومي، يسير في اتجاهين متعاكسين في آنٍ واحد؟
لغز سهم الزمن
سهم الزمن، ذلك المفهوم الذي يرمز إلى اتجاه تدفق الزمن، ظل لغزاً يؤرق العلماء والفلاسفة على حد سواء. ففي حين أن قوانين الفيزياء الكلاسيكية لا تميز بين الأمام والخلف في الزمن، فإن واقعنا اليومي يخبرنا بعكس ذلك: البيض لا يعود إلى قشرته، والشموع لا تعود لتشتعل من رمادها.
لكن فريق البحث البريطاني، وبعد عامين من التجارب والنماذج الرياضية، توصّل إلى نتيجة مذهلة: في الأنظمة الكمومية المفتوحة -أي تلك التي تتفاعل مع بيئتها- يمكن أن يظهر سهمان للزمن، يسيران في اتجاهين متعاكسين، دون أن يتناقضا مع قوانين الديناميكا الحرارية.
الأنظمة الكمومية المفتوحة: نافذة على الزمن المزدوج
في هذه الأنظمة، حيث لا يكون النظام معزولاً بل يتبادل الطاقة والمعلومات مع محيطه، يصبح الزمن أكثر مرونة. فالطاقة التي تتبدد (أو ما يُعرف بالإنتروبيا) تُستخدم كمؤشر على اتجاه الزمن. لكن المفاجأة كانت أن هذه الأنظمة تسمح بوجود مسارين زمنيين متعاكسين، كلاهما ممكن رياضياً.
تقول المعادلات إن الزمن قد يسير إلى الأمام... أو إلى الخلف. وكأننا أمام طريقين متوازيين، لا نعرف أيهما تسلكه الطبيعة فعلاً.
انعكاسات مذهلة على الفيزياء والكون
هذا الاكتشاف لا يغيّر فقط فهمنا للزمن، بل يفتح أبواباً جديدة في مجالات الديناميكا الحرارية، والفيزياء الكونية، وحتى في تفسير نشأة الكون. فحتى مع وجود سهمين للزمن، تظل الإنتروبيا تتزايد، مما يعني أن "الفوضى" تظل تتصاعد بغض النظر عن اتجاه الزمن.
ويصف البروفيسور أندريا روكّو، المشرف على الدراسة، الأمر بأنه "دعوة لإعادة التفكير في كل ما كنا نظنه بديهياً عن الزمن". ورغم أن الدراسة لا تؤكد نظريات مثل "الكونين التوأمين" الناتجين عن الانفجار العظيم، إلا أنها تمنح هذه الأفكار أرضية علمية جديدة.
الزمن كشبكة طرق... ولكن بلا إشارات
يشبّه روكّو الزمن بشبكة من الطرق: يمكنك رؤية المسارات، لكنك لا تعرف اتجاه السير. هذا التشبيه يلخص ببراعة مدى تعقيد الزمن في العالم الكمومي، ويثير تساؤلات عميقة: هل نحن نسير في الاتجاه الصحيح؟ وهل هناك من يسير في الاتجاه المعاكس في كونٍ موازٍ؟
في النهاية، لا يتعلق هذا الاكتشاف بإمكانية السفر عبر الزمن أو بناء آلات زمنية، بل بتوسيع أفقنا لفهم الزمن ذاته. إنه تذكير بأن الكون لا يزال يحتفظ بأسراره، وأن الزمن، الذي نظنه مفهوماً بسيطاً، قد يكون أعقد مما تخيلنا.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق