أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، الثلاثاء، بأن قوات الأمن الداخلي في محافظة طرطوس تمكنت من القبض على ضابط كبير كان يشغل منصب أحد معاوني مدير سجن "صيدنايا" الذي يُعد من أبرز السجون التي اشتهرت بارتكاب انتهاكات وجرائم بحق المعتقلين خلال حكم نظام بشار الأسد البائد.

ونقلت الوكالة عن وزارة الداخلية السورية بياناً أكدت فيه أن "قيادة الأمن الداخلي في طرطوس نفذت عملية أمنية نوعية ومدروسة أدت إلى القبض على العقيد الركن ثائر حسين، الذي شغل منصب أحد معاوني مدير سجن صيدنايا".

وأوضح البيان أن القبض على الضابط جاء بعد عملية تعقب دقيق لتحركاته، حيث كان يختبئ في إحدى المناطق النائية بريف محافظة طرطوس. وقد تم توقيفه دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية، فيما جرى تحويله إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.

ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الجهود المحلية والدولية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي طالت آلاف المعتقلين في سجون النظام السابق، خاصة في سجن صيدنايا العسكري، الذي شهد عمليات تعذيب ممنهج وقتل خارج نطاق القانون، وصفتها منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش بجرائم ضد الإنسانية.

وكان تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش قد كشف في عام 2017 أن آلاف السجناء توفوا داخل سجن صيدنايا نتيجة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، كما تم تنفيذ إعدامات جماعية بحق معتقلين دون محاكمات عادلة.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مؤشر على بدء محاسبة بعض المسؤولين الأمنيين والعسكريين المتورطين في ارتكاب جرائم خلال الحرب السورية، في ظل الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتحقيق مع كبار المسؤولين في النظام السابق وإحالتهم إلى المحاكم الدولية إن تعذر ذلك محليًا.

وتؤكد الحكومة السورية الانتقالية المؤقتة أن إعادة بناء الدولة وبناء السلام يستلزمان محاسبة كل من تورط في ارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وشددت على التزامها بالمسار العدلي والقانوني في تحقيق العدالة الانتقالية.