مالك عبيدات – وصفت أستاذة العلوم السياسية والمختصة بالشأن الفلسطيني، الدكتورة أريج جبر، المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة بأنها "فخ كبير وخدعة تهدف إلى تمرير آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية"، مؤكدة أن ما يُطرح لا يمثل سلامًا حقيقيًا، بل محاولة لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني.

وقالت جبر لـ"الأردن 24"، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتصرف كصانع صفقات لا كوسيط، مشيرة إلى أنه "يلوّح بالموت أو الاستسلام من منطلق الهيمنة على المقاومة، وليس من منطلق السعي إلى حل عادل".

وأضافت: "ترامب يريد صفقة تُفرض تحت أزيز الطائرات وبرائحة الموت التي تزداد يومًا بعد يوم في غزة، وهو يسعى من خلالها إلى إنقاذ حليفه بنيامين نتنياهو من أزمته السياسية، مانحًا إياه طوق نجاة على حساب دماء شهداء الشعب الفلسطيني".

وتساءلت جبر: "كيف يمكن أن تكون هناك هدنة وسلام بنكهة صهيونية؟"، معتبرة أن المبادرة المطروحة تمثل خضوعًا مذلًا، حيث يُطلب من غزة أن تستسلم طوعًا، وتسلم المحتجزين كهدية مجانية، بهدف إبقاء الاحتلال دون مقاومة وتسهيل مهمة القضاء على من تبقى من الشعب الفلسطيني إذا لزم الأمر.

وانتقدت جبر موقف السلطة الفلسطينية، قائلة إنها "تسعى لإسكات صوت المقاومة، وتُبدع في لغة الانبطاح، متناسية المجازر المرتكبة في غزة، تحت ذريعة الخوف من الضم وفرض السيادة الإسرائيلية"، مضيفة أن السلطة "تمد يدها للقتلة الملطخة أيديهم بدماء أطفال غزة".

وتساءلت: "كيف تقبل السلطة بالمحاصصة بالدم؟ وكيف تقبل بتصفية القضية الفلسطينية عبر خرائط صهيونية كُتبت بدماء أهل غزة؟"، مؤكدة أن ما يُطرح من مبادرات يمثل استسلامًا، لا هدنة ولا سلامًا.

واختتمت الدكتورة أريج جبر حديثها بالقول: "ما يُطرح اليوم هو إعدام للهوية الوطنية الفلسطينية، ومحاولة للمساومة على جثة غزة في السوق السوداء".