«المواي تاي» تتكلم الإماراتية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «المواي تاي» تتكلم الإماراتية - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 12:08 صباحاً

في الرياضات القتالية، لا صوت يعلو فوق عزيمة تعرف هدفها... وفي رياضة المواي تاي، التي تتطلب مهارات بدنية وذهنية عالية، أثبتت ثلاث من لاعبات منتخب الإمارات الوطني أن المنصات الكبرى لا تعرف سوى المجتهدات.

ففي أقل من شهر، اعتلت سلامة الجنيبي، وزينب بوحمادة، ومريم شلغومي، منصات التتويج في بطولتين مرموقتين.. بطولة العالم في تركيا، وبطولة آسيا في فيتنام، ليحققن معاً حصيلة مشرفة من الذهب والفضة والبرونز، ويرفعن اسم الإمارات في واحدة من أكثر الرياضات القتالية صعوبة.

في هذا التقرير، ترصد «تليجراف الخليج» تفاصيل رحلتهن، من البدايات إلى لحظات التتويج، كما تفتح نوافذ على مشاعرهن، رؤيتهن، واستعداداتهن لمواصلة التحدي في ميادين المنافسة القارية والدولية.

قوة ناعمة

منذ انطلاقتها الأولى قبل ثلاث سنوات فقط، استطاعت الإماراتية سلامة الجنيبي أن تحجز لنفسها مكاناً بارزاً في عالم المواي تاي، وتحول موهبتها الواعدة إلى إنجازات ترفع لها القبعات، وآخرها ثلاث ميداليات ملونة في بطولة العالم التي أقيمت في تركيا، تلتها ذهبيتان جديدتان في بطولة آسيا بفيتنام، لتثبت أنها واحدة من أبرز الأسماء الصاعدة في الرياضات القتالية على مستوى الدولة والقارة الآسيوية.

وقالت سلامة الجنيبي في تصريحات لـ«تليجراف الخليج»: «بدأت ممارسة رياضة المواي تاي في عام 2022، بدعم من خالي الذي كان شغوفاً بالفنون القتالية، وكان له دور كبير في تشجيعي على خوض التجربة، خضت أول بطولة دولية لي في مارس من العام نفسه وحققت المركز الأول، ثم انضممت إلى المنتخب الوطني وشاركت في أول بطولة عالمية للكبار وحققت المركز الثاني عالمياً».

وأضافت: «بطولة العالم في تركيا 2025 كانت من أكثر البطولات تحدياً، وجاءت الميداليات الثلاث ثمرة جهد مكثف وتحضيرات شاقة في منافسات الواي كرو والماي مواي، وهما من العروض التي تجسد البعد الثقافي للعبة».. وعن الأجواء داخل المنتخب قالت:

«نخضع لتمارين مكثفة وقوية قبل كل بطولة، سواء داخل أم خارج الدولة، والهدف دائماً هو تحقيق أعلى عدد من الإنجازات ورفع اسم الإمارات».

أما عن مشاركتها الأخيرة في بطولة آسيا بهانوي، فتصفها بأنها محطة استثنائية، موضحة: «البطولة كانت صعبة جداً، لأن أغلب المنتخبات القوية في رياضة المواي تاي تنتمي إلى قارة آسيا، والمستوى كان مرتفعاً..

ومع ذلك، تمكنا من تحقيق نتيجة مشرفة، وعدت بميداليتين، ذهبية الفرق وفضية الواي كرو، قارنا ما حققناه في بطولة العالم، وراجعنا الأخطاء، واستعددنا بشكل أفضل، والنتيجة كانت الذهب».

وأكدت سلامة أن الهدف لا يزال ثابتاً، حيث قالت: «ما زلت أطمح إلى أن أكون أفضل نسخة من نفسي، وأحقق لقب بطلة العالم في فئتي.. الطريق متواصل، وخطوتي القادمة هي مواصلة التدريب وتصحيح الأخطاء السابقة، مع الإيمان التام بأن الذهب هو الهدف دائماً».

وفي رسالتها إلى الفتيات الإماراتيات، قالت سلامة: «أشجع كل فتاة تحلم بأن تكون بطلة أن تدخل عالم الفنون القتالية.. هذه الرياضة ليست حكراً على الرجال، بل هي للجميع، وأؤمن دائماً بأننا قادرون على تحويل المستحيل إلى ممكن».

أداء لامع

وسط منافسات قوية ضمت نخبة من المواهب الدولية، أثبتت زينب بوحمادة حضورها اللافت، ونجحت في تحقيق إنجاز رياضي باسم الإمارات، بعدما اعتلت منصات التتويج في بطولتي آسيا والعالم خلال أقل من شهر، مؤكدة مكانتها كأحد أبرز عناصر المنتخب الوطني للمواي تاي.

وفي تصريحات لـ«تليجراف الخليج»، عبرت زينب عن فخرها بتمثيل منتخب الإمارات الوطني للمواي تاي، مشيرة إلى أن من أبرز محطات مشوارها الرياضي تحقيق الميدالية البرونزية في بطولة العالم بتركيا 2025، والذهبية في بطولة آسيا بفيتنام 2025، إلى جانب لقبين عالميين سابقين في فئات مختلفة.

وعن بداية المشوار، أوضحت زينب أنها دخلت رياضة المواي تاي كهواية تحولت لاحقاً إلى شغف حقيقي، قائلة: «منذ أول بطولة خضتها، شعرت أن هذا هو مكاني الحقيقي، مدربي وأسرتي شجعوني كثيراً، وكانوا دائماً يقولون لي.. أنتِ قوية وموهوبة، والنتائج التي حققتها كانت دافعاً أساسياً للاستمرار».

وعادت زينب بذاكرتها إلى بطولة العالم في تركيا، قائلة: «كانت تجربة قوية والمنافسة فيها شديدة.. كل نزالاتي كانت صعبة، لكن الأصعب كان نصف النهائي أمام اللاعبة التركية إزجي كيليش، ومع ذلك خرجت من اللقاء فخورة بأدائي، وأدركت أني قادرة على أن أكون أقوى وأصل لأبعد مما أتخيل».

أما عن بطولة آسيا في فيتنام، فقالت: «دخلتها بعقلية جديدة وثقة أكبر بعد تجربة تركيا.. صحيح أن المقارنة بين البطولتين صعبة، لكن في فيتنام كنت أكثر سيطرة وتركيزاً، وهذا ما ساعدني على تحقيق الميدالية الذهبية».

وعن شعورها بتمثيل الإمارات ورفع علم الدولة على منصات التتويج، قالت زينب: «هو شعور يفوق الوصف.. في كل مرة يعزف فيها النشيد الوطني، ينتابني إحساس بالفخر العميق والمسؤولية، تمثيل الإمارات مسؤولية وطنية وشعور لا يقدر بثمن، ويحفزني دائماً لبذل أقصى ما لدي، والظهور بصورة تليق باسم الدولة».

وتؤمن زينب أن ما حققته حتى الآن لا يمثل سوى محطة في طريق طويل، إذ تضع نصب عينيها أهدافاً أكبر، وتسعى إلى ترسيخ اسمها على الساحة الدولية.. قائلة: «أطمح أن أصبح بطلة عالمية لسنوات مقبلة..

أحرص على الانتظام في التدريبات، وأركز بشكل خاص على تطوير أدائي الفني والتكتيكي داخل الحلبة، لأن البقاء في القمة يحتاج إلى جهد متواصل والتزام كامل».

تألق عالمي

تمضي مريم شلغومي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها العالمية في رياضة المواي تاي، ممثلة المنتخب الإماراتي للسيدات في أبرز المحافل الدولية.. وخلال عام 2025، رفعت علم الدولة على منصات التتويج في بطولتين كبيرتين، هما بطولة العالم في تركيا، وبطولة آسيا في فيتنام، محققة ثلاث ميداليات ثمينة بين الذهب والفضة والبرونز، ومؤكدة حضورها كإحدى أبرز اللاعبات على الساحة القارية والعالمية.

وفي تصريحات لـ«تليجراف الخليج» أوضحت مريم شلغومي، لاعبة المنتخب الوطني للمواي تاي وطالبة الاقتصاد في إحدى جامعات أبوظبي، أن من أبرز محطاتها الرياضية تتويجها بلقب بطلة العالم تحت 23 سنة عام 2022، ووصافة بطولة العالم الجامعية، إلى جانب ألقاب محلية عدة في فئتي المحترفات وتحت 23 سنة.

ومن بين أبرز إنجازاتها في عام 2025، فوزها بفضية بطولة العالم في تركيا في منافسات «الماي بوران» (فرق) إلى جانب زميلتها سلامة الجنيبي، ثم تتويجها بذهبية بطولة آسيا في الفئة نفسها، إضافة إلى برونزية في منافسات «الواي كرو» الفردية.

وبدأت مريم مشوارها انطلاقاً من شغفها بالفنون القتالية، ورغبتها في التعبير عن نفسها من خلال رياضة تجمع بين الانضباط والقوة والثقافة.. موضحة: «وجدت في المواي تاي مساحة للتعبير الذاتي والانضباط، وكان دعم أسرتي أحد أبرز الحوافز التي ساعدتني على الاستمرار، خصوصاً في اللحظات الصعبة، وجودهم الدائم، خصوصاً في البطولات، منحني القوة والثبات».

وعن مشاركتها في بطولة العالم بتركيا، قالت: «الفضية التي حققناها في منافسات الفرق كانت محطة مهمة.. التحدي كان كبيراً والمستوى عالياً، لكننا أنا وسلامة الجنيبي قدمنا أداء يعكس روح الماي بوران وأسلوبنا الخاص في الوقت نفسه، هذه الميدالية كانت ثمرة شهور من الانضباط والتدريب المتواصل والعمل الجماعي».

أما عن بطولة آسيا في فيتنام، فأكدت أنها كانت تجربة خاصة أيضاً، قائلة: «الذهب في بطولة آسيا كان ثمرة استعداد جماعي مكثف، فيما سمحت لي برونزية الواي كرو الفردية بإظهار الجانب الفني من أدائي.. هذه النتائج أكدت تطورنا وتمكننا من خوض جميع جوانب رياضة المواي تاي باحترافية».

وحول أهمية العمل الجماعي، أوضحت مريم أن التناسق في رياضات مثل ماي بوران أساسي، قائلة: «كل حركة يجب أن تنفذ بتطابق تام، بسلاسة ودقة وانسجام.. هذا يتطلب التزاماً كبيراً، وتكراراً مستمراً، وانسجاماً نفسياً وفنياً مع الزميلة.. علاقتي مع سلامة الجنيبي قوية، ولدينا شغف مشترك بالتفاصيل، وهذا ما انعكس على أدائنا».

وترى مريم أن تمثيل الإمارات في البطولات الدولية مسؤولية كبيرة، حيث قالت: «رفع علم الدولة على منصات التتويج شرف عظيم.. هو رسالة بأن اللاعبات الإماراتيات قادرات على المنافسة في أعلى المستويات، وهذا يدفعني دائماً لتقديم الأفضل».

وتحدثت مريم عن أبرز التحديات التي واجهتها، مشيرة إلى أن تقديم عروض تحمل طابعاً ثقافياً تايلاندياً تقليدياً لم يكن بالأمر السهل، قائلة: «العديد من اللاعبات يملكن خلفية ثقافية مرتبطة بالمواي تاي، ما يمنحهن أفضلية طبيعية في التعبير الفني..

أما نحن، فكان علينا أن نؤدي هذه العروض باحترام عميق للتراث، مع الحفاظ على أسلوبنا الخاص وهويتنا في الأداء، تجاوز هذا التحدي تطلب تركيزاً كبيراً، وانضباطاً ذهنياً وبدنياً، إلى جانب دعم مستمر من المدربين والفريق والعائلة».

وتابعت: «أنا الآن استعد لبطولات إقليمية ودولية قادمة، وأسعى لتطوير أدائي في الجوانب الفنية خصوصاً ماي بوران والواي كرو، والمساهمة في تعزيز حضور المواي تاي الإماراتية على الساحة الدولية».

واختتمت مريم حديثها برسالة للفتيات، قائلة: «آمن بأنفسكن.. المواي تاي مدرسة للحياة.. علمتني الانضباط والثقة بالنفس والقوة الذهنية، النساء لهن مكانهن الكامل في هذه الرياضة، وبالإصرار والعمل، يمكنهن أن يحققن الكثير ويلهمن الأجيال القادمة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق