تعرضت أوكرانيا طوال الليلة قبل الماضية لأوسع هجوم بالصواريخ والمسيرات الروسية منذ بدء الحرب، في حين جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اشتكى بالقول: «الليلة الماضية لم يغمض لنا جفن».

وقال عبر تلغرام: «تطرقنا إلى الاحتمالات على صعيد الدفاع الجوي، واتفقنا على العمل معاً لتعزيز حماية مجالنا الجوي»، متحدثاً عن «محادثة معمقة» وفق تعبيره.

وأضاف: إن «الليل كان عنيفاً لا نوم فيه. وكانت العاصمة الهدف الرئيس للهجوم الروسي»، مشيراً إلى سقوط 23 جريحاً على الأقل. وبحسب كييف، بدأت الضربات «فور انتهاء» المكالمة الهاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد لنظيره الأمريكي أن موسكو ستحقق أهدافها عسكرياً، إن لم يكن بالوسائل الدبلوماسية.

وأعلن الكرملين أنه من غير الممكن حالياً لروسيا تحقيق أهدافها في أوكرانيا عبر الدبلوماسية. وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، «نحن مهتمون بتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة، ومن الأفضل القيام بذلك بالوسائل السياسية والدبلوماسية»، مضيفاً، «لكن طالما يبدو ذلك متعذراً، سنواصل العملية الخاصة».

مطار ومصفاة

وأفاد منسق حركة العمل السري الموالية لروسيا سيرغي ليبيديف، أمس، بأن الجيش الروسي قصف أنظمة دفاع جوي ومستودعات ذخيرة في مقاطعة كييف. وأعلن الجيش الروسي عن استهدافه في الهجوم مطاراً عسكرياً ومصفاة نفط.

وقال ليبيديف: «في مقاطعة كييف... كانت الضربة الرئيسة موجهة ضد المرافق اللوجيستية والدفاع الجوي والمستودعات ومنشآت الوقود ومواد التشحيم»، وفقاً لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.

بالإضافة إلى ذلك، قصفت المقاتلات الروسية مستودعات في مقاطعة تشيركاسي، وفي منطقة دنيبروبيتروفسك، مستودعات قطارات ومعدات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية وقواعد إصلاح.

وأعلن عن حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء أوكرانيا، وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع انفجارات في بافلوغراد وكييف. وتضررت البنية التحتية للسكك الحديدية في عاصمة البلاد، وفقاً للتقرير.

صواريخ ومسيّرات

في كييف، أعلن الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني أن الضربات التي شنتها روسيا على أوكرانيا (فجر أمس) هي الأوسع منذ بدء الحرب في 2022. وقال يوري إيغنيات للتلفزيون الأوكراني: «هاجم العدو بعدد كبير جداً من المسيرات (..) وهو العدد الأكبر الذي يستخدمه العدو في هجوم واحد».

وذكرت التقارير أن موجات من الهجمات بمسيرات وصواريخ استهدفت كييف طوال الليل حتى فجر الجمعة، ما أدى لإصابة 23 شخصاً وإلحاق أضرار بالعديد من المناطق.

وأضافت أن روسيا أطلقت 550 مسيرة وصاروخاً بمختلف أنحاء أوكرانيا خلال ليلة واحدة، طبقاً لما ذكره سلاح الجو الروسي. ومعظمها كانت طائرات مسيرة، بينما استخدت روسيا 11 صاروخاً في الهجوم.

وكتب تيمور تكاشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في المدينة، على تليغرام: «وفقاً للمعلومات الأولية، لدينا عدة حرائق في منطقة سولومينسكي». وتم الإبلاغ عن أضرار ناجمة عن المسيرات في أربع مناطق أخرى على الأقل.

وكما الحال في كل هجوم روسي كبير، توافد سكان في العاصمة إلى محطات المترو للاحتماء فيها ليلاً. وقد وضعوا فرشات على الأرض أو فتحوا كراسي قابلة للطي أو جلسوا على المقاعد الحجرية في المحطة.

وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة الألمانية الجمعة أنها تدرس شراء أنظمة باتريوت للدفاعات الجوية من الولايات المتحدة لمصلحة أوكرانيا.