اللاعب المواطن.. أسهم متراجعة في سوق الانتقالات - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اللاعب المواطن.. أسهم متراجعة في سوق الانتقالات - تليجراف الخليج اليوم السبت 5 يوليو 2025 08:50 صباحاً

غاب اسم اللاعب المواطن عن سباق «الميركاتو الصيفي»، والذي انطلق مبكراً وسط أندية المحترفين، قبل بدء فتح باب التعاقدات رسمياً بكشوفات الأندية، والمحدد له العاشر من يوليو الجاري.

وعلى الرغم من نجاح بعض الأندية في إبرام العديد من الصفقات، دعماً لمشوارها في الموسم الجديد، لكن لم تشهد الساحة أسماء بارزة، أو سباقاً على الفوز بتوقيع اللاعب المواطن، بعكس ما كان يحدث في مواسم سابقة.

حيث كانت أندية المقدمة تتنافس خلالها على نجوم مميزين من أندية الوسط ونهاية الترتيب، أو منافسة أكثر من نادٍ في القمة على كسب أحد اللاعبين، بينما كانت بعض الصفقات تشغل جماهير الرياضة لفترة طويلة، مثل صفقة انتقال حبيب الفردان من النصر إلى شباب الأهلي، في أغسطس 2014.

والتي تعد الأغلى في تاريخ دورينا، على مستوى العناصر الوطنية. وكان العام ذاته قد شهد صفقة مدوية بانتقال محمود خميس من الوحدة إلى النصر، مع وجود صفقات عديدة، دفعت فيها إدارات الأندية مبالغ مالية كبيرة، حتى تنجح في إضافة لاعب مواطن من نادٍ منافس إلى صفوفها، مثل صفقة انتقال الحسن صالح من الإمارات إلى الشارقة.

ومحمد شاكر من عجمان إلى العين، وعبد الله النقبي من الظفرة إلى شباب الأهلي، وخالد السناني من الظفرة إلى الوصل، وسلطان الشامسي من بني ياس إلى العين، بجانب وجود صفقات كانت تأخذ حظها من الاهتمام، مثل صفقة تعاقد الجزيرة مع الثنائي عمر عبد الرحمن «عموري».

وعامر عبد الرحمن، والتي أحدثت صدى واسعاً وقتها، وغيرها من الصفقات البارزة، في وقت كان فيه اللاعب المواطن محل اهتمام ورصد ومنافسة فرق المحترفين، والتي ظلت تؤمن بأهمية كسب أبرز الأسماء الوطنية.

والاعتماد عليها، لتكون ركائز أساسية تقودها إلى منصات التتويج، حتى تراجعت أسهم اللاعب المواطن، وأصبحت المنافسة عليه في سوق الانتقالات أقل من القدر الذي يستحقه، مع وجود بعض التعاقدات الهادئة.

والتي تكون حصراً على «مطلقي السراح»، الذين أكملوا فترة قيدهم مع أنديتهم، خصوصاً وسط أندية القاع، ودون وجود صراع أو منافسة وسط الأندية، ليكون السؤال المهم:

لماذا تراجعت أسهم اللاعب المواطن في سوق الانتقالات، وغاب الصراع بين المنافسين على الفوز بتوقيعه، ودفع مبالغ طائلة من أجل الحصول على خدماته؟ وجاءت الإجابة على لسان عدد من الشخصيات الرياضية، والتي نوردها في المساحة التالية:

قال أحمد الجابري عضو مجلس إدارة شركة بني ياس لكرة القدم سابقاً: «إن رغبة الأندية في التعاقد مع «المقيم»، غطت على اللاعب المواطن، وجعلته خارج دائرة الاهتمام»، ذاكراً أن «الأندية كانت تبحث في مختلف الفرق والدرجات عن المواطن المميز، مع منح الفرصة للاعبي الأكاديميات، التي قدمت العديد من النجوم والمواهب، والتي تألقت بمستويات متميزة في وقت سابق، وما زال البعض منهم يواصل العطاء».

وأضاف: «بعد السماح بقيد اللاعب المقيم، حدث إهمال للأكاديميات، لأن الأندية أصبحت تفضل اللاعب الجاهز المقيم، الذي يأتي من الخارج بتكلفة أقل، لذلك لم نرَ في المواسم الأخيرة وجوهاً جديدة من اللاعبين صغار السن، الذين يمكن أن يكونوا محل تنافس لجان التعاقدات.

كما أن الأندية كانت تعتمد على «الكشافين» لضم مواهب تظهر في المستقبل، ومهمة الكشاف تبدأ بالبحث في المدارس وفرق المراحل السنية والدرجات المختلفة، وكل لاعب بعيد عن الأعين ووسائل الإعلام.

وحالياً، أصبح الكشاف يبحث عن اللاعبين خارج الدولة في أوروبا وغيرها، حتى يجد لاعباً مميزاً يعرضه على الأندية للتعاقد معه في فئة المقيم، وبذلك يكون قد حقق هدفه». وأوضح أنه لا يرى مشكلة في التركيز على اللاعب المقيم، مع ضرورة الاهتمام بفرق المراحل السنية وغيرها، بجانب تقنين تجربة «المقيم».

وقال: «لدينا مجموعة كبيرة من اللاعبين المقيمين، لكن مع الأسف، مستواهم الفني عادي، ولا يحقق الفائدة المطلوبة من التجربة، وأعتقد أن هنالك اهتماماً بالعدد، وليس بالجودة، فالتجربة إذا ما تم وضعها في الإطار الصحيح، بالتركيز على عدد محدود بجودة عالية، مع منح الفرصة للاعب المواطن الجيد.

ومضاعفة الاهتمام بالصغار من أبنائنا، يمكن أن نصل إلى الهدف المطلوب، ويمكن أن نرى عودة المنافسة بين الأندية حول التعاقد مع المواطنين مرة أخرى».

خارج الاهتمامات

وعلّق خالد عبيد المحلل والناقد الرياضي، على حالة الركود في سوق انتقالات اللاعب المواطن، بأنه لم يعد من اهتمامات الأندية، التي أصبحت تركز على «المقيم»، وترى أنه الأفضل والأكثر قدرة على العطاء، إضافة إلى أنه أقل تكلفة مادية، وقال:

«التجارب في فترة التعاقدات السابقة، أكدت أن الأندية تفضل دفع مبلغ 20 ألف درهم للاعب المقيم كراتب شهري، بدلاً عن التعاقد مع مواطن براتب قد يصل 10 أضعاف هذا المبلغ.

كما أن هنالك من يؤمن بأن اللاعب المقيم هو الأميز من الناحية الفنية، لكنه تفكير غير سليم، لأن المواطن أساس كل فريق ناجح، وما يؤكد ذلك، فريق شباب الأهلي، الذي يضم في كشوفاته مجموعة من اللاعبين المقيمين.

لكنه لم يهمل اللاعب المواطن، الذي يشارك في صفوفه بشكل أساسي، مثل حارب ويحيى الغساني وبدر ناصر وسعيد سليمان، والذين لعبوا دوراً مؤثراً في تتويجه بالألقاب، أما الأندية التي اعتمدت بشكل أكبر على المقيم، لم تنجح في بلوغ منصات التتويج».

وتابع: «أنا مع فكرة اللاعب المقيم، وهنالك عناصر مميزة، قدمت تجارب جيدة، لكنها قليلة، مقارنة بالعدد الكبير الذي تم استقطابه على حساب مشاركة اللاعب المواطن، الذي لا يحظى بالاهتمام الكافي، لذلك نجد أن اللاعب المواطن خارج حسابات الأندية في الفترة الحالية، ولا توجد منافسة أو سباق لكسب توقيعه.

والنادي الذي يريد أن يحقق النجاحات، عليه أن يعمل على الدمج بين المواطن والمقيم والأجنبي، حتى يصنع توليفة جيدة، مثل شباب الأهلي، أما إهمال المواطن، فلن يحقق الأهداف التي تسعى إليها الأندية».

وقدم المدرب محمد سعيد الطنيجي عدداً من الأسباب، أبرزها ابتعاد المؤسسات الرياضية، وعدم وجود دور لها في وضع فلسفة رياضية ناجحة، تقود إلى التميز في اكتشاف المواهب وتطويرها بجميع المراحل العمرية.

ما أدى إلى غياب العناصر التي يمكن أن تغري الفرق للتعاقد، ذاكراً أن المؤسسات الرياضية المختصة، لا بد أن تضع خطة تطوير، يكون فيها التركيز كبيراً على المواطن صغير السن، حتى يحظى بالرعاية اللازمة، ويصبح عنصراً جيداً تتنافس الفرق على الفوز بتوقيعه.

وأضاف الطنيجي أن الأندية سلكت مسلكاً جديداً، حيث أصبحت تفضل استقطاب اللاعب الجاهز من الخارج في جميع المراحل، ولم يعد لديها تركيز كبير على اللاعب المواطن، ما جعله خارج دائرة التنافس، وهذا بالتأكيد ليس من المصلحة العامة، وعلى الأندية أن تراجع طريقة عملها، وأن تبحث عن اللاعب في الداخل.

وأشار إلى أنه من أسباب ضعف الإقبال على المواطن، غياب التوصيات الرياضية من قبل القائمين على أمر كرة القدم، وعدم وجود الاهتمام والمتابعة، وعدم توفير أدوات النجاح، مبيناً أن تقديم المواهب يتطلب عملاً كبيراً واهتماماً متعاظماً، وهي أشياء لم تتوفر في الفترة الأخيرة، وقال:

«من الأسباب أيضاً، أن عملية البناء أصبحت لا تهتم بالموهبة، نتيجة الفكرة التي تقول: «لاعب مصنوع»، وهو الشيء الذي انعكس سلباً على المواهب الشابة، التي كان يمكن أن تحظى بالفرص وسط أندية المحترفين».

وضع محزن

ووصف يوسف عبد العزيز، لاعب منتخبنا الوطني والجزيرة سابقاً، الوضع الذي يعيشه اللاعب المواطن بالمحزن، ذاكراً أنه لا يجد الاهتمام من قبل الأندية، والإقبال عليه في الانتقالات ضعيف، وأضاف:

«لا نلوم الأندية، لأنها تبحث عن الأفضل في زمن الاحتراف، ولكن نلوم اللاعب نفسه، لأنه لم يهتم بتطوير قدراته، ومنافسة الأجانب والمقيمين، اللاعب المواطن نال العديد من الفرص، وتم تحفيزه بمبالغ مالية عالية.

وبدلاً من التركيز والعمل على أن يصل إلى أفضل المستويات، توقف عن التطور، حالياً البقاء للأفضل، بغض النظر عن هوية اللاعب، سواء كان مواطناً أو مقيماً، الأندية لن تتعاقد مع لاعب أو تمنحه الفرصة، لمجرد أنه مواطن.

ولكن لأنه يستحق المشاركة». وأشار إلى أنه متابع لعمل المراحل السنية والأكاديميات، ويقولها بكل صراحة: «إن الفارق الفني، حتى على مستوى الصغار، للاعب المقيم».

وأضاف: «علينا أن نواجه الحقيقة، ومن يُرِد أن يكون محل منافسة الأندية، فعليه أن يجتهد ويبذل كل ما لديه، وأن يعمل على تحقيق أهدافه، لمنافسة اللاعب المقيم والتفوق عليه، حتى يأخذ الفرصة التي يريدها».

وتابع يوسف عبد العزيز قائلاً: «إن مستوى اللاعب المواطن، جعل الأندية لا تتصارع عليه لكسب توقيعه»، مبيناً أن سوق انتقالات المواطنين أصبح ضعيفاً جداً، ومن النادر أن نسمع عن خبر تعاقد نادٍ مع لاعب مواطن، أو وجود منافسة بين ناديين على أحد الأسماء البارزة. وأضاف: «أعود وأقول: إن البقاء في ملاعب كرة القدم يكون للأفضل.

والفرصة متاحة لكل لاعب يريد أن يصل، فقط عليه أن يعمل ويجتهد، ويثبت أنه أحق من المقيم وأجدر منه، حتى يتم التعاقد معه ويشارك، فالأندية في النهاية تسعى وراء الإنجازات، التي تتطلب وجود مجموعة جيدة من العناصر التي تحقق كافة الأهداف».

أحمد الجابري:

الأكاديميات لم تقدم وجوهاً جديدة والأندية تريد «الجاهز»

خالد عبيد:

شباب الأهلي انتزع الألقاب لأنه اهتم بالعناصر المحلية

محمد الطنيجي:

لا توجد فلسفة في اكتشاف المواهب الرياضية وتطويرها

يوسف عبد العزيز:

البقاء في ملاعب كرة القدم للأفضل والأكثر اجتهاداً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق