بعد نقاش استمرّ على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المجموعات المتخصصة، وامتد لشهور طويلة، انعقد أمس الأربعاء بمدينة الدار البيضاء الجمع العام التأسيسي لنقابة "الاتحاد الوطني للتعليم" المنضوية تحت لواء "اتحاد النقابات الشعبية"، تحت شعار:    "الاتحاد الوطني للتعليم: يد واحدة، ملف واحد، كرامة واحدة، معركة واحدة!  معًا من داخل نقابتنا نصنع الأمل، ننتزع الحقوق، ونسترد الكرامة!"

وذلك بحضور عز الدين بنجلون تويمي، الكاتب العام الوطني لاتحاد النقابات الشعبية، الذي تحدث في كلمته التوجيهية بالمناسبة عن أهمية المحطة التنظيمية في هيكلة العمل النقابي داخل قطاع التعليم، والتصدي لتحديات المرحلة بروح الوحدة والالتزام.

تأسيس الإطار النقابي الجديد رافقه جدل كبير في الأوساط التعليمية، خصوصًا المنتمية لسلك التعليم الابتدائي، والتي كانت تعوّل على تأسيس نقابة فئوية تكون لسان حال مدرسي هذا السلك، قبل أن يتفاجأ بعض من مناصري هذه التجربة أنفسهم، والذين سايروها منذ بداياتها عبر مرحلة ما سُمي بمشروع السكرتاريات، وصولًا إلى حلم "نقابة مدرسي الابتدائي" الذي استمر إلى حدود عقد المؤتمر أمس الأربعاء.

وتحدث بعض الغاضبين عن "تهريب" التجربة وتوجيهها لخدمة ما سموها "أجندات معينة"، معلنين رفضهم تأسيس إطار جديد ينضاف لباقي الألوان النقابية في الساحة التعليمية. كما تساءل هؤلاء عن علاقات المركزية النقابية بأحزاب سياسية معينة، ما اعتبروه مسًّا بمبدأ الاستقلالية.

من جهتهم، دافع مؤسسو الإطار الجديد عن خصوصيته، مؤكدين أن مكوناته الحالية كلها منتمية لسلك التعليم الابتدائي، ودعوا إلى الحفاظ على هذه "الخصوصية" ودعمها مستقبلًا على مستوى الهياكل المحلية. كما نفى هؤلاء أي علاقة لاتحاد النقابات الشعبية بحزب السنبلة، معتبرين أن الأمر لا يعدو كونه محاولات للتشويش من طرف جهات نقابية أخرى.

وللإشارة، فقد عُرف "اتحاد النقابات الشعبية" ولمدة طويلة كذراع نقابي لحزب الحركة الشعبية، قبل أن يعلن، قبيل انتخابات 2021، عن فك ارتباطه بحزب "أحرضان". وأكد، في بلاغ يحمل تاريخ 16 يونيو من السنة نفسها، أنه "لم تعد هناك أية صلة تربط بين اتحاد النقابات الشعبية وحزب الحركة الشعبية"، مضيفًا أن القرار أتى بعد "نقاش طويل ودراسة لجميع التفاصيل والمستجدات المتعلقة بالانتماء الروحي للحزب المذكور"، ومعلنًا في المقابل قرار المكتب الوطني للمركزية العمالية، وبالإجماع، الالتحاق بمشروع تأسيس حزب جديد من طرف كاتبها العام نفسه، عز الدين بنجلون تويمي، تحت اسم "اتحاد الحركات الشعبية"، ورمزه "الخيمة"، يؤكد البلاغ.