بورتسودان – محمد مصطفى

أقر وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور محمد حسن دهب، بوجود تحديات كبيرة تواجه البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية، مشيرًا إلى توقف تمويل هذه المراكز بسبب الحرب الدائرة في البلاد.

وأوضح أن الحرب التي شنتها المليشيات المسلحة ألحقت أضرارًا جسيمة بعمليات البحث العلمي، وأن مسألة التمويل تُعد من أبرز المعيقات التي أدت إلى ضعف الإنتاج البحثي في عدد من الجامعات والمراكز.

جاء ذلك خلال مخاطبته ورشة “استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي: جامعات الجيل الخامس وأثرها في البحث العلمي”، التي انطلقت اليوم السبت بجامعة البحر الأحمر بمدينة بورتسودان، بحضور الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الدكتور عبد المجيد بن عمارة، وعدد من الخبراء والمختصين، وبمشاركة أساتذة الجامعات والباحثين.

ودعا وكيل الوزارة الباحثين وأساتذة الجامعات إلى ضرورة التواصل مع الاتحاد العربي للاستفادة من الفرص المتاحة في مجال البحث العلمي، مؤكدًا أهمية الورشة في تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير البحث العلمي، وضرورة توظيفه في نهضة البلاد، مشيرًا إلى أن الدول المتقدمة حققت إنجازاتها من خلال مخرجات البحث العلمي.

وأضاف أن الوزارة بدأت خطوات جادة في هذا الاتجاه، مع توفر الإمكانيات، لافتًا إلى توقيع عدد من الاتفاقيات مع الاتحاد العربي، في إطار تعزيز العلاقات وتطوير مجالات البحث العلمي.

من جانبه، قال الدكتور عبد المجيد بن عمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، إن انعقاد الورشة يُعد مؤشرًا على عودة الحياة والاستقرار إلى السودان، وتعافي مؤسساته من آثار الحرب. وأشاد بصمود الجامعات السودانية خلال فترة الحرب، واستمرارها في تقديم التعليم والبحث العلمي رغم التحديات، معتبرًا ذلك شكلًا من أشكال المقاومة.

ودعا الجامعات السودانية إلى الاستفادة من الفرص المتاحة، مؤكدًا أن للسودان فضلًا كبيرًا على الاتحاد، حيث ساهم في إنقاذه من الانهيار خلال حرب العراق في تسعينيات القرن الماضي. وأضاف أنه تشرف بكونه من أوائل ممثلي المنظمات الذين شاركوا في محافل بالسودان منذ اندلاع الحرب، مؤكدًا أن البحث العلمي لا يتوقف حتى في الدول التي تشهد توترات أو حروب، وأن الاتحاد العربي يتكفل بكافة نفقات الباحثين السودانيين.

بدوره، أكد مدير جامعة البحر الأحمر، البروفيسور عبد القادر بدوي، أهمية الورشة والأوراق العلمية المقدمة خلالها، مشيرًا إلى أنها تُعقد بالتعاون بين وزارة التعليم العالي، واتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وجامعة البحر الأحمر.

ونوّه بدوي إلى أهمية الذكاء الاصطناعي والتطورات المصاحبة له في مجالات البحث العلمي، معتبرًا الورشة محطة تأسيسية للعب دور فاعل وبنّاء في خدمة العلم والمعرفة. وأكد ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير البحث العلمي والنشر، والاستفادة منه في تحديث المناهج وتطوير الجامعات، مشددًا على أن التعليم الجامعي لا ينبغي أن يظل تقليديًا، بل يجب أن يواكب التطورات العلمية ويعزز البحث ويربطه بالمجتمعات المحلية.

وأضاف أن مخرجات الورشة ستحظى بكل الاهتمام والمتابعة من الجامعة، لضمان تنفيذ توصياتها.

يُذكر أن الورشة شهدت تقديم ورقتي عمل- الأولى بعنوان “الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي” قدمها البروفيسور أحمد حسن فحل، – والثانية بعنوان *”جامعات الجيل الخامس: الفرص، الأعمال، والطموح”* قدمها المهندس وليد محمد المبارك.