نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: موسم المطر يتحول إلى كارثة.. من ينقذ الخرطوم من سيل الأوبئة؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 5 يوليو 2025 11:13 مساءً
الخرطوم – تليجراف الخليج
بمشاعر يختلط فيها الفرح بالخوف، وقف المواطن عبد المنعم عبد الله في حي أبو كدوك بمدينة أم درمان يراقب الأمطار الغزيرة التي هطلت فجأة على منزله المتهالك. استقبل عبد المنعم بداية الخريف بفرحة عارمة أملاً في أن تخفف الأمطار من وطأة الحر القاسي، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة يوميًا، مما أثر سلبًا على حالته النفسية التي دمرتها الحرب، بعد أن فقد أثاث منزله ومصدر رزقه. لكن هذه الفرحة سرعان ما تحولت إلى قلق عميق وهو يرى المياه تغمر الشوارع والميادين التي امتلأت بجثث ضحايا الحرب، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد سكان العاصمة السودانية الخرطوم.
مخلفات الحرب تهدد البيئة والإنسان
تحولت منازل وشوارع الخرطوم إلى مقابر جماعية نتيجة الحرب، ومع حلول الخريف تزايدت المخاوف من تحلل الجثث وانتشار الأوبئة. وأكدت تقارير محلية أن العاصمة السودانية شهدت بداية مبكرة للخريف، ما زاد من قلق السكان حيال تفشي أمراض قاتلة مثل الكوليرا، التي حصدت أرواح الآلاف، وسط انهيار أكثر من 80% من المرافق الصحية.
تحذيرات عاجلة من كارثة بيئية
دقت لجان مقاومة شمبات الأراضي ناقوس الخطر محذرة من كارثة وشيكة بسبب تحلل القبور وسط الأحياء السكنية، ودعت وزارة الصحة وهيئة الطب العدلي إلى سرعة نبش هذه القبور ونقل الجثامين إلى المقابر العامة قبل أن تتسبب الأمطار في كارثة صحية. كما أصدرت لجنة أمن محلية بحري تعليمات بإجراء حصر شامل للجثث المدفونة خارج المقابر الرسمية.
الكوليرا وحمى الضنك في صدارة المخاطر
تزامن دخول موسم الخريف مع تهديد مباشر من أمراض وبائية خطيرة أبرزها الكوليرا وحمى الضنك، نتيجة ركود المياه وتدمير أنظمة الصرف الصحي. ومع غياب البنية التحتية، باتت مياه الأمطار الراكدة مرتعًا خصبًا لنواقل الأمراض، ما يعرض آلاف الأرواح للخطر.
جهود وزارة الصحة لمواجهة الكارثة
أكد مدير الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم الدكتور محمد التجاني، أن الوزارة بدأت اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة أخطار الخريف، شملت تدريب الكوادر الصحية وتوفير المبيدات وتجهيز معدات الرش والطلمبات، إلى جانب تأهيل المعامل لضمان تشخيص دقيق للأمراض المنتشرة. وأكد التجاني وجود وفرة في الأدوية ومادة الكلور لضمان سلامة مياه الشرب.
بنية تحتية مدمرة وعجز في التصريف
تعاني الخرطوم من انهيار شبه كامل في بنيتها التحتية بسبب الحرب، مما فاقم من صعوبة تصريف مياه الأمطار. وأوضح مصدر بشرطة الدفاع المدني أن الاستعدادات جارية لتقليل آثار الكارثة، بما في ذلك إزالة مخلفات الحرب وتجهيز طلمبات لشفط مياه السيول. وأكد مسؤول مركز الإنذار المبكر العقيد العباس ناجي استمرار إصدار التوقعات اليومية لمتابعة مخاطر الأمطار والفيضانات.
خبراء الصحة يحذرون من تفشي الأوبئة
حذرت الدكتورة لينه لطفي، المهتمة بالصحة العامة، من كارثة بيئية وصحية تهدد العاصمة إذا لم تُتخذ التدابير العاجلة لمعالجة الجثث ومخلفات الحرب. وأشارت إلى أن تراكم الجثث والنفايات يرفع من خطر الأمراض المنقولة عبر المياه والحشرات مثل الكوليرا والدوسنتاريا والملاريا، مؤكدة ضرورة تفعيل حملات الإصحاح البيئي والرش والتعقيم.
النفايات ومخلفات الذخائر.. قنبلة موقوتة
كشف الناشط البيئي عباس بابكر عن انتشار مخلفات المعارك والذخائر والنفايات في معظم أنحاء الخرطوم، ما يشكل خطرًا كبيرًا عند اختلاطها بمياه الأمطار، محذرًا من أن غياب المصارف سيزيد من حدة الكارثة. وأكد بابكر ضرورة التعاون بين السلطات والمواطنين لتقليل الأضرار من خلال إزالة النفايات والركام في الأحياء.
عودة السكان وسط أخطار محدقة
مع عودة آلاف المواطنين إلى منازلهم بعد انتهاء المعارك، تبرز تحديات كبيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية، إلى جانب التزام الأفراد بالإجراءات الوقائية داخل الأحياء، حتى لا تتحول الخرطوم إلى بؤرة للأمراض والأوبئة.
دعوة لتكاتف الجهود قبل فوات الأوان
يظل خريف هذا العام مختلفًا عن أي موسم مضى، إذ يقف سكان الخرطوم على حافة كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة في حال لم تتكامل الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والمواطنين لاحتواء المخاطر المحدقة.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق