أعلنت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "غوغل" و"مايكروسوفت"، عن تبنّي توجه جديد يهدف إلى الاستغناء التدريجي عن كلمات المرور التقليدية، واستبدالها بتقنية "مفاتيح المرور" (Passkeys)، وهي وسيلة أكثر أمانًا وسهولة للدخول إلى الحسابات باستخدام بصمة الإصبع أو خاصية التعرف على الوجه أو رمز PIN.

ويأتي هذا التحوّل بعد تحذيرات متكررة من خبراء الأمن الرقمي بشأن تصاعد الهجمات الإلكترونية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. فقد بات القراصنة يستخدمون أدوات مثل "v0.dev" لبناء مواقع تسجيل دخول مزيفة بدقة شديدة، يصعب تمييزها عن المواقع الأصلية، ما يعزز فرص نجاح هجمات التصيّد وسرقة البيانات.

في السياق نفسه، أكدت شركة "Okta" الأمريكية أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بشكل فعّال لتجاوز الفلاتر التقليدية التي كان المستخدمون يعتمدون عليها لاكتشاف الصفحات المزيفة، مثل الأخطاء اللغوية أو التصميمية، وهو ما يجعل حماية الحسابات بكلمة مرور فقط أمراً غير كافٍ في المرحلة الحالية.

وتشير التوصيات الصادرة عن مختصين في الأمن السيبراني إلى ضرورة اعتماد مفاتيح المرور حيثما توفرت، وتفعيل التحقق الثنائي القائم على التطبيقات بدلاً من الرسائل النصية، إلى جانب استخدام كلمات مرور طويلة وفريدة عند الحاجة، وذلك لمواجهة التهديدات التي لم تعد تقليدية في ظل ذكاء اصطناعي لا يرحم.

وبينما تتسابق الشركات لتوفير بيئة رقمية أكثر أماناً، يظل وعي المستخدم وسلوكه هو خط الدفاع الأول، في عالم تحوّل فيه الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى سلاح خطير يُستخدم على حدّين.