انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين المصريين، يظهر لحظة اعتداء عدد من أولياء الأمور على معلمة داخل إحدى المدارس الثانوية أثناء تأديتها لواجبها خلال امتحانات الثانوية العامة، وذلك بعد أن رفضت السماح للطلاب بارتكاب مخالفات أو استخدام أساليب الغش أثناء أداء الامتحان.

وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية، فإن الحادثة وقعت فور انتهاء طلاب شعبة علمي من أداء امتحان مادة اللغة الأجنبية الأولى، حيث قامت المعلمة المسؤولة عن اللجنة بجمع كراسات الإجابة من الطلاب وفقاً للإجراءات الرسمية.

إلا أن بعض أولياء الأمور الذين كانوا ينتظرون أبناءهم خارج المدرسة استاؤوا من عدم تمكين أبنائهم من "استكمال الحل" أو استخدام وسائل غش متعمدة، مما أدى إلى نشوب مشادة كلامية سريعة بينهم وبين المعلمة.

تطورت الأحداث بسرعة، حيث تحول النقاش الكلامي إلى تجاوزات لفظية بحق المعلمة، قبل أن يحاول أحد أولياء الأمور الاعتداء عليها جسديًا داخل حرم المدرسة، فيما حاول البعض الآخر تصوير الموقف والهتاف ضد المعلمة، بينما حضر آخرون لفض الاشتباك ومنع تفاقم الوضع.

وقد تمكّنت الأجهزة الأمنية من التدخل السريع وإنهاء الموقف قبل أن يخرج عن السيطرة، وقامت باستدعاء الطرفين لسماع أقوالهما حول الواقعة.

وقد أبدى كل من المعلمة وأولياء الأمور رغبتهم في التصالح وتقريب وجهات النظر دون اللجوء إلى التصعيد أو تحرير محاضر رسمية، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى إنهاء الأمر بشكل ودي دون اتخاذ أي إجراءات قانونية.

وتعرضت الواقعة إلى تنديد واسع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أدانوا بشدة الاعتداء على مُعلِّمة كانت تقوم بواجبها المهني وتضبط النظام داخل لجنة الامتحان، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث تعكس حالة التدهور الأخلاقي التي قد تطال المنظومة التعليمية إذا لم تُتخذ خطوات صارمة لردع المعتدين وحماية العاملين في المجال التربوي.

من جانبها، طالبت نقابة المهن التعليمية بضرورة إعادة النظر في ظروف عمل المعلمين داخل لجان الامتحانات، وضرورة توفير الحماية القانونية والجسدية لهم، خاصة في ظل التوترات المتزايدة والضغوط التي يتعرضون لها أثناء أداء اختبارات الثانوية العامة.

في الوقت ذاته، دعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية النزاهة في الامتحانات واحترام القواعد، مشيرة إلى أنها تعمل على تحسين منظومة الامتحانات بما يضمن تحقيق العدالة بين الطلاب ويحمي هيبة الشهادة الثانوية.

ولا تزال القضية تثير نقاشات واسعة في الأوساط التربوية والإعلامية، حول مدى التزام المجتمع بالقيم التعليمية، ودور الأسرة في دعم النزاهة بدلاً من تعزيز ثقافة الغش والتلاعب.