مفاوضات غزة.. هدنة فعلية أم طحن ماء؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مفاوضات غزة.. هدنة فعلية أم طحن ماء؟ - تليجراف الخليج اليوم الأحد 6 يوليو 2025 10:32 مساءً

يعول فلسطينيو قطاع غزة الذين يعيشون ظروفاً غير مسبوقة في تاريخ الصراعات، يعولون على جولة المفاوضات غير المباشرة الجديدة بين إسرائيل وحركة حماس، التي بدأت في الدوحة، أمس، في مسعى جديد للتوصل إلى اتفاق هدنة جديد طال انتظاره في القطاع المنكوب.

هذه الجولة التي تجري -كسابقاتها- بوساطة قطرية مصرية أمريكية، تأتي عشية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين.

ورغم التصريحات المتفائلة نسبياً من جانب ترامب والوسطاء، لا تزال الفجوة قائمة وواسعة بين الطرفين، وهي تلقي بظلال من الشك على قدرة المفاوضات الجديدة على الخروج بهدنة طويلة، ناهيك عن اتفاق شامل يوقف نزيف الدم ويضع حداً للمأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

وما حصل كل مرة يحصل هذه المرة أيضاً، حيث تجري المفاوضات في سباق مع القصف والتشريد والجوع.

وفيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية إرسال وفد «أمني» إلى الدوحة، برئاسة مسؤولين من جهاز الموساد، للتباحث بشأن بنود الاتفاق، كرر نتانياهو شروطه ورفض التعديلات التي طرحتها حماس. وصرح مكتبه بأن رئيس الوزراء «لن يقبل بشروط تعرقل استعادة كامل الرهائن أو تمنح حماس غنائم سياسية»، في إشارة إلى مطالب حماس بوقف شامل للنار وانسحاب تدريجي من القطاع كجزء من المرحلة الأولى من الاتفاق.

ضغوط ترامب

وكان ترامب، الذي يستعد لاستقبال نتانياهو في البيت الأبيض اليوم، أعلن دعمه لما وصفه بـ«الخطوط العامة للهدنة المؤقتة»، التي تتضمن وقفاً مبدئياً لإطلاق النار 60 يوماً، يتخلله إطلاق جزئي للأسرى الإسرائيليين، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية، وإعادة فتح معبر رفح بشكل منتظم، لا سيما لإجلاء الجرحى والمصابين.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن البيت الأبيض يضغط باتجاه الحصول على إنجاز ملموس يجنّب الحليفين الحرج أمام الرأي العام العالمي المتأثر بالكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة.

حركة حماس، من جهتها، أبدت استعداداً لتجاوب «حذر» مع المقترحات المطروحة، شريطة أن تشمل ضمانات بوقف شامل لإطلاق النار، لا هدنة مؤقتة معرضة للانهيار عند أول اختبار. وأكد مصدر مقرب من وفد الحركة في الدوحة أن «حماس» لن توقع على اتفاق يعيد إنتاج هدنة مايو السابقة.

في المقابل، يواجه نتانياهو ضغوطاً مزدوجة، فمن جهة يطالبه أهالي الأسرى بإتمام الصفقة بأي ثمن، ومن جهة أخرى يضغط عليه شركاؤه في اليمين المتطرف، وبخاصة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لـ«عدم تقديم أي تنازل» يمنح حماس شرعية سياسية أو نفوذاً ميدانياً، بل إن بعضهم يضغط عليه لاحتلال القطاع بالكامل، بالتوازي مع مطالب بضم الضفة الغربية.

استمرار الضبابية

ولا تزال آفاق النجاح في إنجاز اتفاق ضبابية، باتجاه ما سيتمخض عنه لقاء ترامب ونتانياهو ومفاوضات الدوحة. فعلى الرغم من وجود رغبة دولية في تقريب المسافات ووقف المأساة، إلا أن الحسابات السياسية الداخلية لكل من إسرائيل و«حماس» تجعل من التوصل لاتفاق شامل أمراً محفوفاً بالمخاطر.

وتكمن العقبة الأساسية في غياب آلية واضحة لتنفيذ الاتفاق، هذا إذا افترضنا وجود الرغبة والإرادة عند نتانياهو، ولا سيما فيما يتعلق بترتيبات الانسحاب الإسرائيلي، وضمان استمرار تدفق المساعدات.

جولة الدوحة ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة، وما لم يتم ترجمة هذه الجهود إلى اتفاق واضح وخطوات عملية بضمانات مكتوبة، فإنّ هذه الجولة أيضاً قد تكون مجرد طحن للماء، وقد تنتهي بكلمات ختامية مكررة وهجمات جوية ومزيد من الدماء والمآسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق