نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ترجمة الأدب الإماراتي جسر ثقافي مع العالم - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 10:46 صباحاً
تتنوع مسارات الكتّاب الإماراتيين من الترجمة إلى المشاركة في معارض الكتب العالمية، في محاولاتهم لنقل صوتهم الثقافي إلى مختلف الدول، ورغم اختلاف التجارب، إلا أن القاسم المشترك بينهم جميعاً، هو الإيمان بأن الأدب يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتصدير المعرفة، وتقديم صورة عميقة عن الإنسان الإماراتي خارج حدود الوطن.
في استطلاع «تليجراف الخليج»، نستمع إلى أصوات أدبية بارزة، خاضت تجربة الوصول إلى القارئ العالمي بلغات متعددة، عبر مشاركات عالمية، حيث أكدوا أن ترجمة الأدب الإماراتي إلى لغات عالمية، تصدير للمعرفة، وإبراز لتنوع وثراء المشهد الثقافي في الدولة.
قوة ناعمة
الكاتب فيصل السويدي أكد أن الرواية الإماراتية تمتلك المقومات التي تؤهلها لتكون قوة ناعمة على الساحة العالمية، مشيراً إلى أن أعماله تُرجمت إلى أكثر من عشر لغات، ما مكّنه من نقل الحرف الإماراتي، وإدخال بعض الكلمات المحلية الإماراتية ضمن الجمل الفصيحة، لتعطي نكهة للرواية، وتنتقل إلى فضاءات ثقافية جديدة.
واستحضر تجربة بارزة من مشاركته في ندوة ضمن فعاليات معرض «بورتو أليغري الدولي للكتاب» في البرازيل، حيث كان أول كاتب عربي يُستضاف في تاريخه.
خلال تلك الندوة، تم إطلاق ترجمة لأحد أعماله إلى اللغة البرتغالية، وسط تفاعل لافت من الجمهور.
ويرى السويدي أن الترجمة لا تعني مجرد عبور لغوي، بل هي نافذة لتلاقي الثقافات وتعميق الفهم.
وأشار إلى أن تصدير المعرفة الأدبية لا يزال في مراحله الأولى، ويتطلب جهداً مؤسسياً مشتركاً، ومنظومة متكاملة من الدعم، على غرار ما تقدمه منحة الشارقة للترجمة، التي استفاد منها بتسع فرص مختلفة.
كما يدعو إلى برامج ثقافية مستدامة، تعزز من حضور الكاتب الإماراتي في الخارج، عبر التبادل والتفاعل، وليس فقط الترجمة.
وأكد الشاعر والكاتب عادل خزام، أن ترجمة الأدب الإماراتي ضرورة ثقافية، وليست ترفاً، مشيراً إلى أن تجربته الشخصية في الترجمة، امتدت لأكثر من عقد، عبر مبادرات فردية، وبدافع وطني، أثمرت عن حضور دولي وجوائز أدبية.
ولفت إلى أن «تصدير المعرفة» كمفهوم، لا يزال حديثاً في المشهد المحلي، ويحتاج إلى بنية مؤسسية حقيقية واضحة، تضع الترجمة والنشر ضمن استراتيجية ثقافية طويلة الأمد، إذ لا يكفي ترجمة الكتب دون دراسة حقيقية لاحتياجات السوق الثقافي العالمي.
وأضاف أن القارئ الأجنبي ما زال يتوقع من أدبنا صورة نمطية أو غرائبية، ما يشكّل تحدياً أمام الكتابات الحديثة، التي تعبّر رؤى حديثة، وعن تحولات الإنسان الإماراتي المعاصر.
وأكد حرصه، من خلال كتاباته، على نقل صورة الإنسان المتوازن بين الحداثة والجذور، رافضاً الانحصار في صورة الإمارات كأبراج وأسواق فقط، لافتاً إلى أن خلف هذه الصورة مجتمعاً يعيش تحولات عميقة بين التراث والحداثة، ويحمل ذاكرة وهوية شعرية وفكرية قابلة للقراءة عالمياً.
واقترح عادل خزام إصدار مختارات أدبية إماراتية – في الشعر والقصة والرواية – مع ترجمات احترافية، وتوزيعها عبر دور نشر مرموقة عالمياً، لضمان حضور حقيقي ومؤثر للأدب الإماراتي في المكتبات العالمية.
رؤية وطنية
وقالت الكاتبة الإماراتية مريم الشناصي: إن الكتاب هو أحد أهم أدوات التعبير الثقافي، وأن انطلاقه نحو العالمية، لا يمكن أن يتم إلا ضمن رؤية وطنية شاملة.
وتشير إلى تجربتها مع كتاب «مذكرات فارسة عربية»، الذي تُرجم إلى عدة لغات آسيوية وأوروبية، معتبرة أن الترجمة ليست مجرد عمل لغوي، بل هي جسور تواصل بين الشعوب، تتطلب فهماً عميقاً لاختلاف الثقافات، ومتابعة دقيقة لردود الأفعال.
وشددت الشناصي على أن «تصدير المعرفة» يجب أن يكون ضمن إطار التبادل الثقافي الحقيقي، مشيرة إلى أن هناك اهتماماً متزايداً بالأدب الإماراتي في بعض الجامعات العالمية، حيث تُدرّس نصوص شعرية ونثرية ضمن برامج الدراسات العليا.
ورغم هذا الاهتمام، ترى أن الحضور الثقافي الإماراتي العالمي لا يزال محدوداً، داعية إلى تأسيس لجنة أو هيئة ثقافية، تُعنى بإدارة مشروع ترجمة الكتب الإماراتية، عبر استراتيجية واضحة، تشمل الدعم، والنشر، والترويج، والتواصل مع المؤسسات العالمية.
واختتمت حديثها: إن الأدب الإماراتي يمتلك ما يكفي من التنوع والثراء، ليكون صوتاً حقيقياً في المشهد الثقافي العالمي، إذا ما تم تنظيم الجهود وتوحيد الرؤية.
0 تعليق