نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الحقيقة الموثقة لا تموت - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 10:38 صباحاً
من يتابع إدارة الشيخ صالح للمعركة إعلاميا سيجد أنه هندسها بوعي إعلامي نادر، وبمهنية عالية، واستيعاب ذكي لمعنى السبق الصحفي بكل حرفية، فاستبق التشويه، وجعل الدنيا تستمع إليه، وإلى روايته شخصيا، لا منقولة عبر آخرين.
هذا الالتفاف الشعبي على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي ليس عفويا، وما كان له أن يكون لولا عدالة القضية الموثقة، والقائد الملهم، فقد أوصل رسالته على الهواء مباشرة، حين كان مدركا أن الإعلام ليس جزءا من المعركة، بل سلاحها الأول، فسجل انتصارا ساحقا ضد المشروع الكهنوتي الذي فشل فشلا ذريعا وبدا متخبطا ولا يزال حتى اللحظة، وهو الذي طالما استغل هذه الأداة منذ عشر سنوات، فسخر الإعلام، وسوق شعاراته، وغسل وعي الناس، وصنع لنفسه صورة مزيفة..
أحداث مماثلة حصيلة 10 سنوات من الانفلات الأخلاقي والقيمي، دُفنت مع أصحابها، فقط لأنهم لم يوثقوا، وتكررت مئات الوقائع قبل الشيخ حنتوس، فقد مارس الغزاة ألوان البطش، فظلت منسية، غير أن الشهيد حنتوس تفوق بدهائه حيث وثق كل ما دار بينه وبين المجرمين، وصورها، ونشرها، قبل أن تصل الصورة المشوهة بلغة جلّاديه. لقد سبق الفبركة، وثبت الصورة، وصنع رأيا عاما حقيقيا، لا موجها ولا مدفوعا.
ومن هنا يمكننا أن ندرك عظمة الدهاء والتوفيق حينما نقارن بين رجل ريفي محاصر معزول، بلا مؤسسة، ولا فريق إعلامي أحسن استخدام أدوات العصر ، وبين قيادات هشة طارئة على المشروع الوطني غارقة في زمن البيانات الورقية، وأحاديث المقيل، لا تزال تصف الإعلام الحديث بـ"الفسبكة"، وتحتقر من يعمل فيه، وتستهين بأثره.(شوية مفسبكين) فأضاعت فرصا لا تُقدّر بثمن، وببركتها تم تجريف مؤسسات الإعلام الرسمي، ومحاصرة طاقاته، حتى لم تبق إلا جهود فردية تحاول أن تمد القضية الوطنية المقدسة بالحياة كي لا يطالها النسيان.
0 تعليق