أعراس الساعتين: مظاهر مكلّفة وبدايات مثقلة بالديون - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أعراس الساعتين: مظاهر مكلّفة وبدايات مثقلة بالديون - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 8 يوليو 2025 02:13 مساءً

 كتب وسام السعيد - بين استعراض اجتماعي وتقاليد موروثة تُرهق العروسين في زمن تتصاعد فيه التحديات الاقتصادية وتتبدّل فيه الأولويات، لا تزال كثير من الأعراس تُقام وكأنها عروض ملكية، لا مناسبة إنسانية لبدء حياة جديدة.

 حفلات لا تتجاوز الساعتين في مدّتها، تمتد تحضيراتها لأشهر طويلة، وتُصرف عليها آلاف الدنانير فقط لإرضاء أعين الناس، فيما يُثقل كاهل العروسين بالديون والالتزامات. 

 طقوس مُرهقة تفوق حدود المعقول من حجز القاعة، وتأجير فستان العروس، وتكاليف الضيافة، والزفّة، والمصور، والإضاءة، والـ DJ، وهدايا "الشوفة"، تتصاعد التكلفة لتصل في بعض الأحيان إلى عشرات الآلاف، رغم أن الحفل لا يدوم أكثر من ساعتين! 

 يقول أحد الأزواج الشباب: 

"اضطررنا إلى الاقتراض فقط لتغطية متطلبات حفل الزفاف، رغم أننا كنا نُفضل إقامة حفل بسيط يناسب إمكانياتنا. لكن ضغط الأهل والمجتمع كان أقوى."  

مفارقة مؤلمة: 

مظهر فاخر، وبداية مرهقة الزواج يُفترض أن يكون انطلاقة نحو الاستقرار، وبناء بيت وأسرة قائمة على التفاهم والتعاون. لكن الواقع أن كثيرًا من الأزواج يبدأون حياتهم مُثقَلين بأقساط وديون، فقط من أجل مظهر اجتماعي فخم في "ساعتين عرس". 

 يرى بعض علماء الاجتماع أن هذه الظاهرة تعكس خللًا في سلّم القيم، حيث أصبح "رأي الناس" أهم من راحة الزوجين واستقرارهما المالي والنفسي، وأصبحت المظاهر تُقدَّم على الجوهر. 

 البُعد الديني: 

البساطة من سنن الزواج في الإسلام، يُحث على التيسير في الزواج وتجنّب التكلف. قال النبي محمد ﷺ: "أعظمُ النكاحِ بركةً أيسرُه مؤونةً."  

وكانت أعراس النبي ﷺ وأصحابه بسيطة ومتواضعة، قائمة على البركة والدعاء، لا على المظاهر والتفاخر. 

 ولهذا، ينبه العلماء والخطباء اليوم إلى ضرورة العودة إلى المفهوم الأصيل للزواج، الذي يُكرم العلاقة ولا يُرهقها، ويُعلي من قيمة الستر لا من قيمة التباهي. 

 المجتمع شريك في الأزمة المشكلة لا تقع على عاتق العروسين فقط، بل على المجتمع أيضًا، بنظرته الاستعراضية، وتعليقاته، ومقارناته المستمرة بين أعراس اليوم وأعراس الماضي. 

 في بعض الحالات، تعتذر عائلات عن إقامة زفاف بسيط، خوفًا من انتقادات مثل: "كان الحفل دون المستوى"، أو "أهل العريس بخلاء"، رغم أن تلك العائلة قد تكون أكثر التزامًا ومحبةً وحكمة.  

الحل: 

ثقافة جديدة تُعيد التوازن الحل لا يكمن فقط في تقليل النفقات، بل في تبنّي ثقافة جديدة تُعيد الاعتبار للعقل والحكمة. الفرح الحقيقي لا يُقاس بحجم القاعة أو عدد المدعوين، بل بصدق النوايا وسلامة البدايات. 

 لمَ لا تكون الأعراس عائلية دافئة، يُصرف فيها المال على تأسيس بيت لا على حفل عابر؟  لمَ لا يتحول الإنفاق من ولائم ضخمة إلى شهر عسل بسيط يقرب القلوب؟  

لمَ لا يفتخر الناس بتيسير الزواج بدلًا من التفاخر بتكاليفه؟  

خاتمة 

ما نحتاجه اليوم ليس قوانين تُنظم الأعراس، بل وعيًا يُعيد التوازن بين الفرح والعقل، ويُعيد للأعراس معناها الحقيقي: بداية حياة… لا حفلة تُرهق الحياة قبل أن تبدأ.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق