نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جاهات الأعراس بين الاستعراض الاجتماعي وإشهار الزواج - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 9 يوليو 2025 12:35 مساءً
كتب وسام السعيد - في السنوات الأخيرة، تحوّلت "الجاهة" من كونها مناسبة رمزية تُعبر عن نية الزواج وتُظهر الاحترام المتبادل بين العائلتين، إلى مناسبة يغلب عليها طابع الاستعراض والتكلّف وهدر الوقت والمال.
فرغم أن اتفاق الزواج يتم غالبًا مسبقًا بين العروسين وأهلهما، إلا أن "الجاهة" لا تزال تُعقد وكأنها مفاوضات مصيرية، مع حرص مبالغ فيه على عدد الحضور، والوجاهة، وكثرة الكراسي، وكأن القيمة تُقاس بالكثرة لا بجوهر العلاقة.
تمتلئ القاعات بالعشرات، بل أحيانًا بالمئات، كثير منهم لا يعرف الطرف الآخر، وبعضهم يشارك بدافع المجاملة، أو فقط "ليكون من ضمن الجاهة"، في حين يغيب عن المشهد الهدف الأساسي من المناسبة: إشهار رباط إنساني بين عائلتين، والتأكيد على حسن النية والاحترام.
في معناها الأصيل، كانت الجاهة تمثل موروثًا اجتماعيًا جميلًا يحمل قيم الشهامة والتقدير والتكافل. لكنها حين تتحول إلى عبء مادي، واستعراض عددي، تفقد معناها الحقيقي، وتتحول إلى طقس شكلي لا يختلف كثيرًا عن تفاصيل أخرى باتت تُثقل كاهل العروسين وأهلهما.
ما يحتاجه مجتمعنا اليوم هو العودة إلى جوهر العادات لا مظاهرها، وإعلاء قيمة البساطة والصدق، لا كثرة الحضور ولا فخامة القاعات.
صرنا نعيش زمنًا أصبحت فيه الجاهة استعراضًا شعبيًا أكثر منها إعلان نية زواج! فالعريس والعروس متفقان منذ شهرين، والمهر محدد، والشبكة نُشرت على "الإنستغرام"، والديباجة طُبعت… ومع ذلك، لا بد من "جاهة" تضم 300 شخص، فقط لنُثبت أن هناك "رجالًا" خلف العريس، وأنه "مش جاي لحاله".
والمضحك؟ نصف الموجودين لا يعرفون اسم العروس، وربعهم نسي لماذا جاء، أما البقية فجاؤوا فقط للفرجة والانتقاد!
في النهاية، ما يصنع زواجًا ناجحًا ليس عدد الحضور في الجاهة، بل مقدار التفاهم، والاحترام، والنية الطيبة التي بدأت بها هذه العلاقة.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق