متابعات – تليجراف الخليج

مددت الخطوط الجوية الإثيوبية تعليق رحلاتها الجوية من وإلى مطار بورتسودان الدولي حتى 31 يوليو الجاري، وذلك بعد أن كانت قد أوقفت عملياتها في مايو الماضي نتيجة للهجمات الجوية التي تعرضت لها مدينة بورتسودان

خلفية قرار التعليق

كانت الخطوط الجوية الإثيوبية قد بدأت تشغيل رحلاتها إلى مطار بورتسودان الدولي في منتصف أكتوبر من العام 2024، لكنها أصدرت قراراً بتعليق رحلاتها في مطلع مايو المنصرم عقب العدوان الذي شنته قوات الدعم السريع على المطار، مما أسفر عن توقف حركة الملاحة الجوية وتهديد أمن الطيران المدني

وجاء هذا القرار بعد أن شهدت بورتسودان تصعيداً عسكرياً أدى إلى إغلاق المطار وتعليق الرحلات الدولية، ما ألقى بظلاله على حركة السفر والتجارة في المنطقة الشرقية من السودان

الخطوط الإثيوبية: التوسع في بورتسودان كان استراتيجياً

وأكدت الخطوط الجوية الإثيوبية في أكتوبر 2024 أن توسيع شبكتها لتشمل مدينة بورتسودان كان جزءاً من خطة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الربط بين الدول الأفريقية ودعم التعاون الاقتصادي والسياحي الإقليمي

وقالت الشركة حينها إن افتتاح هذا الخط الجديد يأتي لتوفير وسائل سفر مريحة وآمنة للمسافرين بين السودان وإثيوبيا، وربط مدينة بورتسودان الساحلية بشبكة وجهات الخطوط الجوية الإثيوبية الواسعة التي تمتد إلى عدة قارات

وذكرت إذاعة فانا الإثيوبية أن الخط الجديد يسهم في تسهيل الحركة التجارية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصةً في ظل الأهمية الجغرافية لبورتسودان الواقعة على البحر الأحمر

انقطاع الرحلات يضاعف عزلة شرق السودان

أدى توقف الرحلات الجوية الإثيوبية من وإلى بورتسودان إلى مزيد من العزلة للمنطقة الشرقية، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الربط الجوي لتأمين احتياجاتها من الخدمات والسفر الخارجي، لا سيما في ظل توقف عدد من شركات الطيران الأخرى عن الهبوط في مطار المدينة نتيجة تصاعد المخاطر الأمنية

وكانت بورتسودان قد تحولت في الأشهر الماضية إلى مقر بديل للحكومة السودانية بعد اندلاع النزاع في العاصمة الخرطوم، مما جعل المطار يشكل نقطة استراتيجية حيوية للربط مع الخارج

الخطوط الإثيوبية بين الأوائل في التصنيف العالمي

في سياق متصل، احتلت الخطوط الجوية الإثيوبية المرتبة 36 عالمياً في تصنيف شركات الطيران، متقدمة على الخطوط الجوية الملكية المغربية التي جاءت في المرتبة 55، بينما حلت الخطوط الجوية الجنوب أفريقية في المرتبة 69

ويأتي هذا التصنيف العالمي ليعكس المكانة المتنامية للخطوط الإثيوبية، والتي تُعد الأكبر في القارة الأفريقية من حيث عدد المسافرين، وحجم الشبكة، وعدد الوجهات، وفقاً لتقارير الطيران المدني

نظرة عامة على شركة الطيران الإثيوبية

الخطوط الجوية الإثيوبية هي الناقل الوطني الرسمي لدولة إثيوبيا، وتُعتبر أكبر شركة طيران في أفريقيا، حيث تمتلك شبكة واسعة من الوجهات تربط القارة الأفريقية ببقية أنحاء العالم

ويقع مقر الشركة الرئيسي في العاصمة أديس أبابا، وتتخذ من مطار بولي الدولي مركزاً لعملياتها التشغيلية، كما تعود بداية تأسيس الشركة إلى عام 1945، وقد شهدت نمواً متسارعاً خلال العقود الماضية جعلها نموذجاً ناجحاً في صناعة الطيران في القارة

آمال باستئناف الرحلات مع تحسن الأوضاع

في ظل استمرار تعليق الرحلات، تتطلع السلطات المحلية والمواطنون في بورتسودان إلى تحسن الأوضاع الأمنية بما يسمح بعودة الشركات الدولية، وفي مقدمتها الخطوط الإثيوبية، إلى تشغيل رحلاتها مجدداً

وتعول الجهات الاقتصادية في المدينة على عودة الرحلات الجوية كخطوة حاسمة لإنعاش التجارة والسياحة، خاصة مع اعتماد الميناء والمطار كمنافذ استراتيجية في ظل استمرار الصراع المسلح في أجزاء واسعة من البلاد