د. عرفات المرزوق تكتب : القيادة الريادية في المدارس .. من التوجيه إلى التمكين - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: د. عرفات المرزوق تكتب : القيادة الريادية في المدارس .. من التوجيه إلى التمكين - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 12 يوليو 2025 04:25 مساءً

د. عرفات المرزوق

د. عرفات المرزوق

في زمن التحديات المتسارعة ، لم تعد المدرسة مجرّد مكان لتلقين المعرفة ، بل تحولت إلى مؤسسة مجتمعية فاعلة تتطلب قيادة واعية ، ملهمة ، وفي ظل هذا التحوّل تقف القيادة الريادية ، كأحد أهم الاتجاهات الحديثة التي أعادت تشكيل مفهوم القيادة المدرسية ، ليس فقط بوصفها سلطة إدارية ، بل كقوة دافعة نحو التغيير ، والنمو والابتكار ، واغتنام الفرص ، قلة الموارد لا تثبط عزيمة القائد الريادي ، بل تقودهللبحث عن حلول للتغلب عليها .

من التوجيه إلى التمكين : رحلة القائد الريادي

ظل مفهوم القيادة المدرسية لفترة طويلة محصوراً في التوجيه والتعليمات ، حيث يتمركز المدير كقائد موجه يصدر الأوامر ويتابع تنفيذها . غير أن المدارس اليوم بحاجة إلى ما هو أبعد من ذلك ؛ إلى قائد يتحوّل من دور ' الموجّه' إلى ' المُمَكِّن' فيطلق طاقات المعلمين ، ويحرك الأفكار الساكنة ، ويزرع ثقافة الريادة داخل المدرسة .

القائد الريادي لا يكتفي بتحديد المهام ، بل يصنع البيئة التي تُمكّن كل معلم ومعلمة من الإبداع ، واتخاذ القرار ، وتحمل المسؤولية ، إنه يقود بالفكر والرؤية لا بالأمر والرقابة .

أن نجاح المدرسة مرتبط بالقيادة الناجحة ، لذلك فإن القيادة القوية النابضة بالحياة هي عامل لا غنى عنه في إدارة وتنظيم المدرسة بصورة فاعلة ، فالقيادة التربوية الحالية تواجه تحديات جديدة وغير متوقعة ، مثل المطالب المتزايدة لتحسين جودة التعليم ، والتغيرات السريعة والموارد المحدودة ، والحاجة الملحة لإعداد المتعلمين لمستقبل شديد التنافس ، ومجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر على الأداء المدرسي ، وبالتالي فإنّ هذا يستدعي لاحتضان ودمج وممارسة القيادة الريادية في المؤسسات التعليمية وهذا من شأنه أن يساعد المدرسة في تحقيق الأهداف المحددة لها ، وخلق بيئة داعمة للتغيير والابتكار والإبداع .

التحول إلى قيادة ريادية لا يحدث بالصدفة ، بل هو مسار مهني وتدريبي يجب أن يبدأ من برنامج إعداد القادة التربويين الذين يحملون قيم  ' الريادة، الإبداع ، الاستقلالية ، الذكاء العاطفي ، وقيادة الفرق'؛ كذلك ينبغي على القائد ذاته أن يتبنى مبدأ 'القيادة بالتعلم'، فيجعل من نفسه نموذجًا مستمرًا في التطوير الذاتي، ويمارس التعلم التشاركي مع فريقه.

ختاماً

في قلب كل مدرسة ناجحة قائد ريادي ، لا يكتفي بإدارة المبنى بل يقود رؤية ، ثقافة ، فريق ، بل هو نهج حياة داخل كل مدرسة تتطلع إلى الابداع وتستعد لمستقبل تتغير معالمه كل يوم .

فهل نحن على استعداد لصناعة هذا القائد ؟

‏@ArafatAlmarzooq

أقرا ايضاً : يوسف الذكرالله يكتب : مغرد يشوّه صورة وطنه .. بردود غير لائقة

بسام عبد السميع يكتب: تأملات في شائعة الطائرة الموريتانية 

محمد البكر يكتب رحمك الله أبا تركي 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق