كسلا– تليجراف الخليج

في مشهد إنساني مؤثر تجسّدت فيه معاني التضحية والبراءة، التقطت عدسة أحد المواطنين صورة لطفل ينحني بجسده الصغير ليمنح شقيقته فرصة الوصول إلى نافذة أحد المخابز في حي مكرام بمدينة كسلا، في لقطة نادرة تُجسد عمق الروابط الأسرية وقسوة الظروف المعيشية في آنٍ واحد.

الصورة التي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، أظهرت الطفلة وهي تقف على ظهر شقيقها المنحني، محاولة الوصول إلى شباك البيع لشراء رغيف الخبز، وسط طابور طويل وأحوال معيشية صعبة تعاني منها المدينة منذ أشهر بسبب نقص الخدمات وتراجع الإمدادات الأساسية.

طفلان يرويان قصة آلاف الأسر

اللقطة البسيطة في مظهرها، العميقة في رسالتها، فتحت أبواب الحديث من جديد حول معاناة المواطنين في شرق السودان، حيث لا تزال مشاهد الطوابير اليومية للحصول على المواد الغذائية، وعلى رأسها الخبز، تمثل واقعًا مريرًا لمئات العائلات.

ورغم بساطة المشهد، فإن دلالاته كانت موجعة، إذ عكست تحمّل الأطفال لمسؤوليات أكبر من أعمارهم، والاعتماد على بعضهم البعض في تجاوز تفاصيل الحياة اليومية التي باتت أكثر تعقيدًا.

صورة تُدوّي بلا صوت

لم تكن الصورة مجرد لحظة عابرة التُقطت في شارع جانبي بمدينة كسلا، بل أصبحت أيقونة تختصر أزمة العيش اليومي التي تمسّ آلاف العائلات السودانية، وسط مطالب متزايدة من المواطنين بضرورة تحرّك الجهات المعنية لضمان أبسط حقوق الإنسان، وعلى رأسها الغذاء.

الصورة التي حملت وجعًا صامتًا، دفعت بالكثيرين إلى إعادة نشرها عبر حساباتهم الشخصية، مع تعليقات تطالب بتسليط الضوء على المناطق المهمشة في السودان، ودعوات للمبادرات الإنسانية التي يمكن أن تساهم في تخفيف المعاناة.

إتبعنا