نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "الدَّين: قيدٌ في النهار وكابوسٌ في الليل" - تليجراف الخليج اليوم الأحد الموافق 13 يوليو 2025 11:22 صباحاً
كتب وسام السعيد - لم يعد المال وحده ما يُستدان في هذا العصر، بل تُستدان معه الراحة، والكرامة، وحتى النوم.
في مجتمعاتنا العربية، حيث يُربَط الكرم أحيانًا بالإسراف، ويُختزل النجاح في المظاهر، أصبح الدين خيارًا سهلًا، لكنه باهظ الثمن—ليس على الجيب فقط، بل على الروح أيضًا.
يقول المثل:
"الدَّين بالنهار قلادة، وبالليل وسادة"، لكنها وسادة من شوك؛ تدمع معها العيون وتضيق الأنفاس.
في النهار، يسير المَدين مثقَلًا بنظرات الناس، وأحيانًا بإلحاح الدائن، وفي الليل، يتوسَّد القلق والندم، يتقلّب بين الحزن واليأس، باحثًا عن مخرج لا يأتي.
الدَّين لم يعُد مجرد التزام مالي، بل تحوَّل إلى بوابة للاكتئاب، والانهيار الأسري، وأحيانًا للانتحار.
والأخطر من ذلك، حين يتحوّل إلى ثقافة مجتمع، حيث يُقاس الإنسان بما يملك، لا بما يُنجز، ولا بما هو عليه.
فكم من أبٍ اقترض ليقيم عرسًا لا يقدر عليه؟
وكم من شابٍ اشترى سيارة ليثبت نفسه في مجتمع لا يرحم؟
وكم من تاجرٍ أحرق الأسعار ليلحق بمنافسٍ بلا ضمير، فسقط في فخ الديون؟
قال رسول الله ﷺ: "
يُغفر للشهيد كلُّ شيء إلا الدَّين." [رواه مسلم]
وفي هذا الحديث تحذيرٌ بليغ: أن الدَّين ليس مجرد رقم، بل مسؤولية وأمانة لا تسقط حتى بالشهادة في سبيل الله.
نعم، قد يكون الدين ضرورة في بعض الظروف، لكنه إن تحوّل إلى عادة أو أسلوب حياة، فهو طريق إلى الذل، كما قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"إيّاكم والدَّين، فإنه همٌّ بالليل، وذلٌّ بالنهار."
فهل نُراجع أنفسنا؟
هل نُعلّم أبناءنا أن الكرامة لا تُشترى بالتقسيط؟
وأن البساطة قوّة، لا ضعف؟
ألم يَحن الوقت لإعادة تعريف النجاح؟
ليس بما يُرى، بل بما يُعاش.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق