تُعدّ فلوريدا مركز الأعاصير في الولايات المتحدة، إذ إن نحو نصف الأعاصير التي تصل إلى البلاد تضرب شبه الجزيرة الواقعة بين المياه الدافئة لخليج المكسيك والمحيط الأطلسي، ويتم رصد معظمها مسبقاً، وفي الأغلب تُصدر الولاية أوامر إخلاء لملايين الأشخاص، ومع ذلك هناك تاريخ طويل من الوفيات المرتبطة بالأعاصير، ففي عام 2023 ضرب إعصار «إيداليا» منطقة «بيغ بيند» شمال «تامبا»، متسبباً في وفاة 12 شخصاً.
وفي العام الماضي، فعل إعصار «هيلين» الشيء نفسه، وأنفق مسؤولو الولايات والحكومات المحلية ملايين الدولارات على خطط طوارئ مُحكمة، تشمل المعلومات والملاجئ والإمدادات وعمليات الإنقاذ لموسم الأعاصير الأطلسي، الذي يحدث في الفترة من الأول من يونيو إلى 30 نوفمبر، لكن مع تزايد نشاط الأعاصير هذا الموسم، يخشى الناشطون المؤيدون للهجرة، من أن العديد من الأشخاص غير المُوثقين، سيتجنبون البحث عن مأوى، خوفاً من السلطات، نظراً إلى حملة القمع المناهضة للهجرة في فلوريدا التي قادها الحاكم رون ديسانتيس، بدعم من الرئيس دونالد ترامب.
وقالت تيسا بيتيت، من «منظمة دعم المهاجرين في فلوريدا»، إن «مستوى الخوف الذي يشعر به الناس قد يدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم لمجرد تجنب الاعتقال والترحيل».
وأضافت أن المنظمة تحاول منذ سنوات إقناع الناس بالبحث عن مأوى، في حالة حدوث إعصار، لكن خوفهم أصبح شديداً لدرجة أن الكثيرين يخشون حتى الوجود في الأماكن العامة.
وفي السنوات السابقة، نشرت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية إشعارات تنص على أنه لن يتم تنفيذ مداهمات الهجرة في ملاجئ الأعاصير.
واستخدمت المنظمة، تلك الإعلانات لتشجيع الناس على الذهاب إلى الملاجئ، لكن الآن «لا نعرف ما إذا كانت هذه الإدارة ستفعل الشيء نفسه، وحتى لو قالوا هذا، فلن يثق بهم الناس»، كما قالت بيتيت.
ولسنوات حافظت دائرة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك على سياسة تجنب المداهمات في ما يُسمى بالمواقع «الحساسة»، مثل المدارس والمستشفيات وملاجئ الأعاصير، لكن في يناير 2025، بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ألغت الإدارة تلك المذكرة، وهي خطوة تم الطعن فيها منذ ذلك الحين في المحكمة، ولم تستجب الدائرة لطلبات التعليق حول عمليات إنفاذ قوانين الهجرة في ملاجئ الأعاصير أو بالقرب منها أثناء حالات الطوارئ، كما رفضت وزارة الأمن الداخلي، التعليق.
ولطالما كان انعدام الثقة بالسلطات موجوداً داخل مجتمعات المهاجرين، وفي عام 2018 قبل إعصار «إيرما»، صرّح السيناتور آنذاك، ماركو روبيو، بأن عمال المزارع في وسط فلوريدا يخشون الإخلاء، لكن لا ينبغي لهم الخوف من البحث عن مأوى.
لكن في الأشهر الأخيرة، فقد مئات الآلاف من المهاجرين وضعهم القانوني فجأة، بعد أن ألغت إدارة ترامب، البرامج الإنسانية والحماية المؤقتة لمواطني دول عدة.
ويعيش الكثيرون في جنوب فلوريدا، حيث تُعدّ المنازل المؤقتة أحد خيارات الإسكان القليلة بأسعار معقولة للمهاجرين ذوي الدخل المنخفض، بمن فيهم ذوو الأصول الإسبانية وإضافة إلى الهايتيين، وفقاً لمجموعات بحثية، وهذه المنازل معرضة بشكل خاص للأعاصير، وتشير الدراسات إلى أن نحو نصف سكانها فقط سيتم إخلاؤهم إلى ملاجئ عامة.
وتُصنّف مناطق واسعة من مقاطعة «ميامي ديد»، خصوصاً المجتمعات الساحلية أو تلك القريبة من القنوات، على أنها «مناطق خطر بسبب الفيضانات» تتطلب الإخلاء. وتقع العديد من المنازل المؤقتة في هذه المناطق.
وقسم إدارة الطوارئ في «ميامي ديد»، بصدد إنشاء ملاجئ مؤقتة في المدارس والمباني الخرسانية الأخرى، حيث تُوفّر أسرّة أطفال ودورات مياه متنقلة ومولدات كهربائية لاستيعاب آلاف الأشخاص. عن «الغارديان»
المخاطرة بالحياة
قال خوسيه إرنستو، وهو مسعف سابق عمل بجهود الإنقاذ في حدائق المنازل المتنقلة في جزر «فلوريدا كيز» جنوب ميامي، إن السلطات لا تستطيع إجبار الناس على الإخلاء، ويختار الكثيرون البقاء في منازلهم وهم يعلمون أنهم يُخاطرون بحياتهم، ومع ذلك، أدرك المسعف السابق - الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل، لأنه غير مخول له الحديث عن إجراءات الكوارث - أن «الناس لا يرغبون في الذهاب إلى الملجأ» خوفاً من موظفي الهجرة. وبينما لا يمكن للسلطات «التمييز ضد أي شخص، لأنها مسألة حياة أو موت»، يضيف المسعف: «عندما يدخل أحدهم إلى هذه الأماكن لا يعرف كيف يخرج منها، وهذه هي المشكلة».
• دائرة إنفاذ قوانين الهجرة حافظت لسنوات على تجنب المداهمات في المواقع «الحساسة»، مثل المدارس والمستشفيات والملاجئ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المهاجرون غير المسجلين في فلوريدا يخشون دخول «ملاجئ الأعاصير» - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 03:29 صباحاً
0 تعليق