متابعات- تليجراف الخليج

في تطور مفاجئ أثار قلق أولياء الأمور والسلطات التعليمية، انهار أحد مراكز امتحانات مرحلة الأساس بقرية الغبشة الواقعة شرقي مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، في وقت كان يستعد فيه التلاميذ لأداء الامتحانات النهائية للمرحلة الابتدائية

الحادثة لم تسفر عن إصابات لكن أحدثت ربكة واسعة

ووفقًا لمصادر محلية، فإن الانهيار وقع في الساعات الأولى من الصباح قبل بدء الامتحانات، ما ساهم في تجنب وقوع إصابات وسط التلاميذ والمعلمين، غير أن الحادثة تسببت في حالة من الذعر والقلق في أوساط الأهالي، وفرضت تحديات لوجستية عاجلة على الجهات التعليمية

وأكد شهود عيان أن المبنى المنهار كان يعاني من التصدعات والتشققات منذ أشهر، دون أن تتم صيانته رغم التنبيهات المتكررة، وهو ما أعاد فتح ملف البنية التحتية المتدهورة للمؤسسات التعليمية في المناطق الريفية من السودان

نقل الامتحانات إلى موقع بديل والإشراف مستمر

وبعد وقوع الحادث، سارعت السلطات التعليمية المحلية إلى نقل التلاميذ إلى موقع بديل في أحد المرافق القريبة من القرية، وواصلوا أداء امتحاناتهم تحت إشراف إدارات المدارس ولجان التعليم الشعبي، وسط جهود محلية لتأمين المكان البديل وتوفير ما يلزم من تجهيزات

وأثنت إدارة التعليم بمحلية أم روابة على تعاون الأهالي وسرعة استجابتهم لضمان استمرار العملية الامتحانية، مشيرة إلى أن جميع التلاميذ بخير ولم يُسجّل أي تأخير كبير في الجداول الزمنية للامتحانات

مطالبات عاجلة بصيانة المدارس المتهالكة

وسلط هذا الحادث الضوء على واقع المدارس الريفية في السودان، حيث تعاني مئات المدارس من غياب الصيانة، وعدم توفر بيئة آمنة للطلاب والمعلمين على حد سواء. وطالب أولياء الأمور بضرورة فتح تحقيق فوري في أسباب انهيار المركز، ومحاسبة الجهات المقصرة، إلى جانب إطلاق حملة واسعة لإعادة تأهيل المدارس المتهالكة

وشدد الأهالي على ضرورة تدخل وزارة التربية والتعليم الولائية والاتحادية، لحماية أرواح الأطفال من كوارث يمكن تفاديها بتوفير الحد الأدنى من معايير السلامة في البنى التحتية للمؤسسات التعليمية

تعليم كردفان في مواجهة اختبار البنية التحتية

وتعد ولاية شمال كردفان من الولايات التي تشهد تدهورًا مستمرًا في مرافق التعليم، نتيجة الإهمال المزمن ونقص التمويل، خاصة في المناطق الريفية والقرى الطرفية، ما يجعل أي طارئ مشابه عرضة للتكرار ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة وجذرية

ودعا ناشطون في مجال التعليم إلى اعتبار حادثة الغبشة جرس إنذار، وضرورة إعداد خطة وطنية لإعادة إعمار وتأهيل المدارس في كافة أنحاء السودان، خصوصًا بعد تقارير رسمية أكدت أن نحو 60% من المدارس خارج المدن تفتقر إلى الأساسيات من حيث المباني والمقاعد والمرافق الصحية