متابعات- تليجراف الخليج

صدّ الجيش  هجومًا واسعًا شنّته المليشيات على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في واحدة من أعنف محاولات الاقتحام التي تشهدها المدينة منذ بدء التصعيد العسكري في الإقليم.

وأكدت مصادر عسكرية أن القوات الحكومية تمكنت من كسر الهجوم بشكل كامل، بعد معارك استمرت لساعات على محاور متعددة حول المدينة.

اشتباكات عنيفة على مشارف المدينة

شهدت مدينة الفاشر اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث حاولت المليشيات اقتحام المدينة من عدة محاور، إلا أن الجيش السوداني تصدى بقوة للهجوم، مدعومًا بوحدات الدعم السريع المنشقة وقوات المقاومة الشعبية المحلية.

ووفقًا لمصادر ميدانية، تركزت المواجهات في الجهات الشمالية والشرقية من المدينة، حيث تصدت المدفعية الثقيلة لقوات الجيش لتحركات العدو، وأجبرته على التراجع تحت وطأة الضربات الدقيقة.

خسائر كبيرة في صفوف المليشيات

أسفرت المواجهات عن خسائر فادحة في صفوف المليشيات، حيث دُمرت عدة آليات عسكرية، وسقط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، فيما تمكن الجيش من أسر عدد من العناصر المقاتلة ومصادرة أسلحة ومعدات كانت بحوزتهم.

وقال مصدر عسكري في الفاشر إن “الهجوم تم التخطيط له منذ أيام، لكن قواتنا كانت على أعلى درجات الجاهزية، وتمكنت من صد التقدم المباغت وتحقيق نصر ميداني واضح”.

حالة تأهب عامة داخل المدينة

في أعقاب الهجوم، أعلنت قيادة الجيش حالة الطوارئ والتأهب القصوى داخل مدينة الفاشر، وتم تعزيز النقاط الدفاعية وتكثيف عمليات التمشيط داخل الأحياء والمناطق الطرفية تحسبًا لهجمات جديدة. كما ناشدت السلطات المحلية المواطنين الابتعاد عن مناطق الاشتباك والالتزام بالتعليمات الأمنية لضمان سلامتهم.

دعم شعبي واسع ومقاومة مجتمعية

وتشهد الفاشر التفافًا شعبيًا واسعًا حول الجيش والقوات المتحالفة معه، حيث شاركت مجموعات من الأهالي في الدعم اللوجستي والإسعافات، وسط تصاعد دعوات شعبية للمزيد من الدعم العسكري لتعزيز صمود المدينة في وجه الهجمات المتكررة.

وأكد شهود عيان أن المعنويات داخل المدينة “مرتفعة للغاية”، رغم شدة الهجوم، مشيرين إلى أن المدنيين يقفون بحزم في خندق واحد مع الجيش ضد المليشيات التي تسعى للسيطرة على المدينة الاستراتيجية.

الفاشر ترفض السقوط.. والجيش يُثبت قوته

الهجوم الأخير على الفاشر يُعد من أخطر محاولات السيطرة التي تنفذها المليشيات منذ اندلاع الحرب في دارفور، إلا أن نجاح الجيش في صده يُعزز الثقة بقدرة القوات المسلحة على الدفاع عن المدن الحيوية واحتواء التهديدات المتواصلة من الجماعات المسلح