ما الذي يحدث لمغاربة توري-باشيكو؟.. أحداث عنف تتحول إلى ذريعة لـ"حملات مطاردة" يقودها اليمين المتطرف - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما الذي يحدث لمغاربة توري-باشيكو؟.. أحداث عنف تتحول إلى ذريعة لـ"حملات مطاردة" يقودها اليمين المتطرف - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 08:14 مساءً

عاشت مدينة توري-باشيكو الواقعة في منطقة مورسيا الإسبانية، خلال الأيام الأخيرة، على وقع أحداث عنف واحتقان غير مسبوقَين، بعدما تحوّلت حادثة اعتداء على رجل مُسنّ إلى ذريعة لحملات تحريض عنصرية قادتها جهات من اليمين المتطرف، تحت شعار "تطهير الشوارع من المهاجرين".

القصة بدأت يوم 11 يوليوز، حينما تعرّض دومينغو، البالغ من العمر 68 سنة، إلى اعتداء عنيف من طرف ثلاثة شبّان أثناء ممارسته لرياضة المشي، في الصباح الباكر قرب المقبرة البلدية، كما اعتاد منذ أربعين سنة، حسب ما أكده بنفسه. دومينغو، الذي لم يتمكن من التعرف على هوية المعتدين، صرّح لاحقًا أنه "رأى بعض الشبان من أصول مغربية" دون أن يربطهم مباشرة بالحادثة.

ورغم الغموض الذي يلفّ الواقعة، سارعت مجموعات يمينية متطرفة إلى استغلال الحادث، مروّجة لروايات لا تستند إلى أي دليل، تضمنت مقاطع فيديو مفبركة وصوراً مزعومة للمهاجمين. سرعان ما تحوّلت الرواية إلى دعوة مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي لشن ما سُمّي بـ"مطاردة في مورسيا" تستهدف المهاجرين، وبالخصوص المنحدرين من دول المغرب العربي.

منشورات صادمة بدأت بالانتشار، تتضمن صور أسلحة بيضاء ورسائل تهديد صريحة، مثل: "هذه الليلة سنلعب... ليسوا وحدهم من يملكون سكاكين!"، وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام عدة ليالٍ من المواجهات، بعد أن توافدت عناصر متطرفة من مدن أخرى نحو توري-باشيكو، وبدأت عمليات عنف وشغب.

رئيس البلدية، بيدرو أنخيل روكا، وجّه نداءً عاجلاً لوقف العنف، مؤكدًا أن سكان المدينة يريدون العدالة لا الانتقام، مشددا على أن مكافحة الجريمة لا يمكن أن تتم خارج إطار القانون. وقررت السلطات تركيب كاميرات مراقبة في شوارع المدينة، إلى جانب تعزيز الوجود الأمني للشرطة والـ"غوارديا سيبيل"، كما تم إرسال وحدات خاصة لمواجهة التوتر المتصاعد.

وفي خضم هذه الأحداث، تبنّى حزب "فوكس" اليميني المتطرف الحادثة، واعتبرها فرصة لتجديد خطابه المعادي للمهاجرين، وصرّح رئيس الحزب في مورسيا، خوسي أنخيل أنطيلو، قائلاً: "سنقوم بترحيلهم جميعًا، ولن نترك أحدًا. في إسبانيا، نرحب بمن يعمل ويبني، لا بمن يزرع الخوف"، في خطاب وُصف من قبل الحكومة بـ"المحرض على الكراهية".

من جانبه، حمّل وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، حزب "فوكس" مسؤولية إشعال فتيل العنف، مؤكداً أن قوات الأمن أوقفت أكثر من 20 سيارة حاولت دخول المدينة، بعضها كان يحمل أدوات خطيرة مثل العصي والدروع الحديدية.

وأسفرت الأيام الأربعة الأخيرة من التوتر عن إصابة خمسة أشخاص بجروح، بينهم ثلاثة نُقلوا إلى المستشفى، فيما تعرض صحفيون من قناة "لا سيكستا" لاعتداء جسدي أثناء تغطيتهم للأحداث.

وفي تطور آخر، أكدت السلطات الأمنية توقيف عشرة أشخاص، من بينهم سبعة إسبان وثلاثة مغاربة، يُشتبه في تورطهم في الاعتداءات، أحد المشتبه فيهم، يبلغ من العمر 19 سنة، تم اعتقاله في مدينة رينتيريا شمال البلاد، أثناء محاولته الفرار إلى فرنسا.

مدينة توري-باشيكو التي يسكنها حوالي 40 ألف نسمة، يشكّل المهاجرون من أصول مغاربية قرابة 30% منهم، تجد نفسها اليوم في مفترق طرق خطير، حيث تحول حادث فردي معزول إلى مناسبة لنشر الكراهية، وترهيب جالية كاملة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق