متابعات- تليجراف الخليج

تستعد العاصمة الأميركية واشنطن لاستضافة اجتماع رفيع المستوى للجنة الرباعية بشأن السودان في العشرين من يوليو الجاري، بمشاركة كل من الإمارات، ومصر، والمملكة العربية السعودية، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية. الاجتماع يأتي في وقت تتواصل فيه الحرب المدمرة بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان “حميدتي”، وسط مساعٍ دولية حثيثة لإيقاف نزيف الدم في البلاد.

خلافات كادت أن تعرقل الاجتماع

وكشف مصدر دبلوماسي مطّلع في واشنطن لـ”سودان تربيون” أن خلافات حول مشاركة الأطراف السودانية كانت قد أخّرت انعقاد هذا الاجتماع الذي سبق أن أعلنت عنه الإدارة الأميركية في وقت سابق. وأكد المصدر أن الترتيبات اكتملت الآن لعقده بحضور رفيع المستوى من الدول الأعضاء في اللجنة الرباعية.

خطة أميركية لإنهاء الحرب

وبحسب المصدر، فإن الاجتماع سيبحث رؤية أميركية شاملة لإنهاء الحرب في السودان، تعتمد على مسارين رئيسيين؛ الأول يتمثل في إعلان وقف فوري للأعمال العدائية بين طرفي النزاع، والثاني يركّز على إجراء محادثات مباشرة بين البرهان وحميدتي في محاولة لوضع حد للصراع الذي دمّر البلاد وأدى إلى تدهور إنساني غير مسبوق.

تنازلات مطلوبة لتحقيق اختراق

وأشار الدبلوماسي إلى أن واشنطن تسعى إلى التوصل إلى رؤية موحّدة بين أعضاء اللجنة الرباعية، لافتًا إلى احتمال تقديم بعض الدول المشاركة تنازلات ضرورية لتحقيق تقدم ملموس، دون أن يكشف تفاصيل هذه التنازلات أو الأطراف المعنية بها.

غياب حمدوك وتحالف “صمود” عن المشهد

وفي تطور لافت، أكد جعفر حسن، المتحدث باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، أن الإدارة الأميركية لم توجه دعوة لرئيس التحالف عبد الله حمدوك للمشاركة في الاجتماع الرباعي. وأوضح في تصريح لـ”سودان تربيون” أن الاجتماع سيُعقد دون مشاركة التحالف، رغم أن الإدارة الأميركية كانت قد طرحت سابقًا فكرة إشراك قوى مدنية.

القاهرة ترفض مقترح إشراك الحكومة المدنية

وكان دبلوماسي غربي رفيع قد كشف في وقت سابق أن الإدارة الأميركية اقترحت دعوة قيادات من الحكومة المدنية التي أُطيح بها في انقلاب 25 أكتوبر 2021، إلا أن القاهرة اعترضت على هذا المقترح، ما حال دون توجيه الدعوات لتلك القيادات، ومن بينها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

مخرجات اجتماع الشهر الماضي تؤسس للمرحلة القادمة

وأشار جعفر حسن إلى أن اجتماع الرباعية الشهر الماضي في واشنطن خرج بمخرجات مهمة يمكن البناء عليها، أبرزها وقف الحرب، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والتحضير لعملية سياسية تؤدي إلى حكم مدني في السودان، مؤكّدًا أن التحالف سيظل يراقب التطورات عن كثب.

أهمية الاجتماع في السياق الإقليمي والدولي

يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد القلق الإقليمي والدولي من استمرار الحرب في السودان، التي خلفت آثارًا كارثية على الوضع الإنساني، وأشعلت مخاوف من تداعياتها على استقرار المنطقة بأكملها. وتؤكد الأوساط السياسية أن نجاح الاجتماع في التوصل إلى خطة عملية لوقف إطلاق النار قد يفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة، وهو ما تراهن عليه الإدارة الأميركية والدول المشاركة في الرباعية.

إتبعنا