في كل صباح يعتاد ملايين الأشخاص حول العالم على تناول مشروبهم المفضل دون أن يُفكروا في تأثيره الحقيقي على صحتهم. ورغم أن كثيرًا من هذه المشروبات تُروج على أنها مفيدة أو “توقظ الجسم”، إلا أن العلم بدأ يكشف مؤخرًا عن الجانب المظلم لبعض هذه العادات، خاصة عندما يتعلق الأمر بـ المشروبات المُحلاة والمُعلبة التي تُشرب على الريق.

الحديث هنا لا يدور عن مشروبات الطاقة فقط، بل عن أنواع شائعة من العصائر والمشروبات الغازية وحتى القهوة المُحضّرة بمبيضات صناعية وسكر مُكرر بكميات كبيرة.

ما الذي يجعل هذه المشروبات خطيرة إلى هذه الدرجة؟

وفقًا لتقارير طبية منشورة في مجلات مثل Liver International و Journal of Clinical Endocrinology، فإن تناول المشروبات المحلاة صناعيًا على معدة فارغة يمكن أن:

يُرهق الكبد ويُؤدي لتراكم الدهون فيه

يُعطّل توازن الهرمونات في الجسم، خاصة هرمون الإنسولين

يُسبب التهابات مزمنة على المدى الطويل

يؤثر سلبًا على مستويات الطاقة والتركيز

يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين، السكري، ومتلازمة التمثيل الغذائي

وتُشير البيانات إلى أن الجسم في الصباح يكون في حالة حساسة، وأي مشروب يحتوي على سكر مكرر أو مركبات صناعية قد يُحدث “صدمة أيضية”، ما يجعل الكبد يعمل بشكل مفرط للتخلص من السموم، وهذا ما يُضعفه تدريجيًا.

ماذا يقول الأطباء؟

في مقابلة حديثة مع الدكتور “أندرو روبرتس”، اختصاصي الكبد في جامعة لندن، أشار إلى أن بعض المشروبات الشائعة، مثل مشروبات الطاقة المُعلبة أو القهوة مع مبيض وسكر مكرر، تؤدي إلى زيادة في الإنزيمات الكبدية، وهي علامة تحذيرية واضحة على تضرر خلايا الكبد.

وقال:

قد لا يشعر الإنسان بأي أعراض في البداية، ولكن مع الوقت تبدأ مشاكل الإرهاق، اضطراب النوم، وتغير المزاج بالظهور، وكلها علامات على خلل داخلي قد يبدأ من الكبد.

التأثير على الهرمونات

عندما تتعرض المعدة لمشروب يحتوي على سكريات مكررة أو محليات صناعية، تحدث استجابة فسيولوجية تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في الإنسولين. ومع تكرار هذا النمط اليومي، يبدأ الجسم في فقدان حساسيته تجاه الإنسولين، ما يؤدي لاحقًا إلى خلل في التوازن الهرموني العام، وخصوصًا لدى النساء، حيث تؤثر هذه العادات على هرمون الإستروجين والبروجسترون أيضًا.

تجارب حقيقية

شاركت إحدى السيدات تجربتها على منتدى صحي عالمي قائلة:

كنت أبدأ يومي دائمًا بكوب من القهوة المعلبة المحلاة، وكنت أظن أنها عادية. بعد أشهر لاحظت تساقط شعر، تعب مزمن، ومشاكل في الهضم. وبعد فحوصات، تبيّن أن لدي بداية دهون على الكبد. توقفت عن المشروبات الجاهزة، واستبدلتها بشاي أعشاب بسيط، وتحسنت حالتي بشكل كبير.

البدائل الصحية

ماء دافئ مع ليمون: يُحفز الكبد بلطف

شاي الزنجبيل أو النعناع: يُحسّن الهضم دون أضرار

القهوة السوداء دون سكر أو مبيضات: خيار آمن باعتدال

ماء منقوع ببذور الشيا أو الحلبة: يُعزز الطاقة ويحافظ على توازن السكر

ليس كل ما تعتاد عليه يوميًا آمنًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة. قد يبدو مشروبك الصباحي بريئًا، لكنه قد يُصبح عاملًا خفيًا يُدمر كبدك ويُربك هرموناتك بصمت.