نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "حنظلة" تشق طريقها في المياه الدولية نحو غزة رغم المعوِّقات - تليجراف الخليج اليوم الاثنين الموافق 21 يوليو 2025 08:34 صباحاً
وصلت سفينة حنظلة المياه الدولية، بعد أن انطلقت، اليوم الأحد، من سواحل مدينة غاليبولي الإيطالية، والوجهة ليست ميناء بل اختبارا جديدا لضمير العالم، حاملة معها قصصا ورسائل من أجل أطفال قطاع غزة، الذين تُزهق أرواحهم تحت قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي يوميا، بالإضافة لمساعدات إنسانية، يأمل طاقم السفينة أن يتمكنوا من إيصالها وكسر حصار الاحتلال.
"حنظلة" ليست قاربا شجاعا فحسب، بل هو حركة رمزية واضحة الملامح، كأنها تقول "إن كنتم منعتم دخول المساعدات برا، فهل تمنعون الرسائل للأطفال؟ وإن أغلقتم الحدود، فهل تحجبون البحر؟".
إعاقة فاشلة
كان من المقرر أن تنطلق السفينة "حنظلة" في تمام الساعة 10 صباحا، لكنها تأخرت نحو ساعتين بهدف التحقق من بعض الأمور التقنية.
وقالت مصادر للجزيرة نت، إن الطاقم تحقق مرارا من مراوح السفينة بعد الاشتباه بالتفاف حبل عليها لإعاقتها، وهو ما كان سيؤدي لتوقف المحرك تماما، ولولا يقظة واستعداد الطاقم فإن ذلك كان سيعني تأجيل أو إلغاء الرحلة، وكأن مرتكب ذلك الفعل أراد أن تُطفَأ الرسالة قبل أن تُبحر.
كما أشارت المصادر إلى محاولة أحدهم إضافة الأسيد إلى الماء المخزن على متن السفينة، والذي من المفترض أن يستخدمه النشطاء للاستحمام خلال أيام السفر.
ورغم أنه لم توجّه أصابع الاتهام لأي أحد إلى الآن، فإن المشهد كان واضحا؛ فحتى سفينة صغيرة لا تحمل سوى الهدايا باتت هدفا لمن يخشون هذه التحركات الرمزية.
وبعد هذه المحاولات، وعلى وقع أغانٍ فلسطينية وأخرى من الفلكلور الثوري الإيطالي مثل "بيلا تشاو"، ومع رفع النشطاء العَلم الفلسطيني، انطلقت "حنظلة" فعلا نحو المياه الدولية، ورافقتها 3 قوارب صغيرة لمدة ساعة تقريبا وسط البحر، قبل العودة مجددا إلى ميناء غاليبولي.
وباتت السفينة الصغيرة، وكأنها اقتُطعت من زمن آخر، تبحر باسم طفل حافي القدمين، رسمه يوما الفنان الفلسطيني ناجي العلي، وصار منذ ذلك الحين أيقونة للغضب الصامت.
أيقونة الغضب
"هي ليست أول محاولة ولن تكون الأخيرة" هكذا وعد منظمو اللجنة الدولية لكسر الحصار، مشيرين إلى احتمالية انطلاق سفينة جديدة بعد شهر واحد، سيكون ركابها من النساء فقط.
ويدرك النشطاء على متن السفينة والمنظمون أن الرحلة لن تكون سهلة والطريق ليس مفتوحا حتى في المياه الدولية، وأن البحرية الإسرائيلية قد تعترضها، وأن المصير قد يكون الاعتقال ثم الترحيل، لكنهم مصرون على المضي قدما من أمواج إيطاليا إلى ساحل قطاع غزة.
ورغم أنه لا أحد يعرف إن كانت حنظلة ستصل أم لا، فقد باتت امتدادا لحكاية غزة ولأصوات داعميها في كل أنحاء العالم، حتى أصبح البحر وسيلة احتجاج ناعمة تعلن دون خوف أن غزة لا تزال على الخريطة وأن أهلها لهم حق العيش والحرية.
المصدر: الجزيرة
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق