نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: استشهد وهو يحمي والده.. حكاية البطل مصطفى أنور عفيفي الذي ارتقى فجرًا في مواجهة الإرهاب - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 02:59 مساءً
استُشهد المهندس مصطفى أنور أحمد عفيفي بعدما تلقى ثلاث طلقات نارية من أحد عناصر حركة حسم الإرهابية، وذلك أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر بصحبة والده في منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة. لم يتردد لحظة حين سمع أصواتًا غريبة في محيط منزله، فظن أنّ هناك لصًا يحاول اقتحام البناية، فصعد بمفرده ليستطلع الأمر ويحمي والده، ليجد نفسه وجهًا لوجه مع أحد الإرهابيين الذي أطلق عليه النار مباشرة.
اللحظات الأخيرة.. بطولة حتى الرمق الأخير
روت أسرة الشهيد تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته، فقالت إن مصطفى استيقظ كعادته لأداء الصلاة برفقة والده، وفور سماعه أصواتًا مريبة في العمارة، ترك والده عند المدخل وذهب بمفرده لاستجلاء الموقف، معتقدًا بوجود لص. وما إن صعد حتى باغته أحد الإرهابيين بثلاث رصاصات قاتلة، ورغم إصابته، لم يفكر إلا في سلامة والده، وظل يصرخ له قائلًا: "ادخل يا بابا بسرعة"، محاولًا حمايته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمام عينيه.
مشهد مؤلم يفضح قبح الإرهاب ويجسد بطولة مدنية نادرة
أعاد مشهد استشهاد مصطفى أنور إلى الواجهة نماذج التضحية البطولية التي يقدمها المواطنون المدنيون في مواجهة الإرهاب، الذي لا يفرق بين رجل أمن أو مواطن بسيط. وزارة الداخلية أكدت في بيانها أن مصطفى قُتل خلال عملية أمنية استهدفت عناصر إرهابية تنتمي لحركة حسم، حيث تحصن العنصران داخل شقة سكنية وأطلقا النار على المدنيين وقوات الأمن، مما أسفر عن استشهاده قبل أن تتمكن الشرطة من القضاء عليهما.
توجيه رئاسي بتكريم الشهيد وضمه لصندوق الشهداء
وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضم اسم المهندس الشهيد مصطفى أنور أحمد عفيفي إلى قائمة مستحقي التكريم، ضمن صندوق تكريم شهداء وضحايا ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم. جاء القرار الرئاسي تقديرًا لما قدمه الشهيد من شجاعة نادرة وتضحية فذة، دفاعًا عن والده وعن سكان العقار من خطر مفاجئ لم يتوقعه أحد.
شاب في مقتبل العمر.. حلمه الزفاف ورسالته الفجر
كان مصطفى يبلغ من العمر ثلاثين عامًا، وتخرج في كلية الهندسة قسم الكهرباء، تحقيقًا لحلم والده الذي تمنى أن يرى ابنه مهندسًا. عرفه جيرانه بحسن الخلق والتدين والالتزام، وكان يخرج كل فجر مع والده لأداء الصلاة. كان من المقرر أن يتم زفافه في نهاية هذا العام، لكن القدر سبقه إلى موعد آخر، حيث ارتقى شهيدًا في مواجهة الغدر والإرهاب.
استشهاد مصطفى أنور أحمد عفيفي ليس مجرد حادثة، بل ملحمة إنسانية تضاف إلى سجل بطولات المصريين المدنيين في وجه الإرهاب. ترك مصطفى رسالة بليغة مفادها أن البطولة لا تحتاج إلى زي رسمي أو سلاح ناري، بل إلى قلب شجاع وروح نقية تقاتل حتى آخر نفس من أجل الآخرين.
0 تعليق