نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الحوثي قد يغفر للجندي لكنه لن يغفر للمفكر - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 08:19 مساءً
الجماعات الإرهابية قد تغفر للجندي، لكنها لا تتساهل مع المثقف الذي يواجهها.
أقول هذا وأنا أتابع -منذ أسابيع- حرص الحوثيين على اختطاف وإخفاء وملاحقة الأكاديميين والعلماء والمثقفين والمعلمين والصحفيين والناشطين من منازلهم في محافظة إب وسط اليمن، في الوقت الذي تطالب الجنود في المناطق المحررة بالعودة وتعدهم بالآمان.
لا أقلل هنا من دور الجندي البطل والمرابط في الثغور وميادين القتال والذي يضحي بحياته من أجل بلاده. لا يوجد تضحية أكبر من تقديم الدم والروح. ولولا تضحيات وصمود الجندي، ما صمدت قضيتنا، وما حررنا شبرا واحدا من أرضنا.
القصد هنا أن المفكر والمثقف والمعلم يوقظ النائمين لعقود، ويصنع بفكره وكلماته جيوشا تقاتل بعقيدة وإيمان وإباء وصدق.
لولا الفكرة التي تصنع الإيمان بالقضية، لما عرف الجندي لماذا يقاتل.
لم يكن غريبا أن يكرر عبدالملك الحوثي وصالح الصماد - بالصوت والصورة وفي أكثر من مناسبة- أن المثقف أكثر خطرا عليهم من المقاتل في الميدان.
المثقف هو أول من يُلاحق في كل أنظمة الاستبداد، لأنه يطرح الأسئلة ويبدد القناعات الخاطئة ويعري الفكر الإرهابي والعنصري. ولهذا أول ما قامت به النازية والفاشية هو استهداف هذه الفئة وملاحقة الكتب وإحراقها.
فمن يقاتلهم بالفكرة، ينسف مشروعهم العنصري من الجذور، ويعري خرافة الاصطفاء السلالي التي يعتاشون عليها.
هم لا يخافون من الكلمة لأنها تسيء إليهم، بل لأنهم يدركون أن الكلمة الصادقة والواعية تتحول إلى رفض ومن ثم إلى وثورة عارمة إذا ما توفرت الأرض الخصبة والعوامل المساعدة. ولهذا يختطفون الأحرار المثقفين والمتعلمن من منازلهم في إب وغيرها. يخافون من صمتهم وكلامهم أيضا.
هم لا يحاربون خصومهم بقدر ما يحاربون الوعي ذاته بهذه الممارسات.
ومع ذلك، أقول لهم: لن تستطيعوا إيقاف المعركة التنويرية، مهما فعلتم.
فشل أجدادكم بالأمس.. عندما كان الناس ينامون من بعد السابعة مساء. لا كهرباء ولا وسائل إعلام. أما اليوم، فلا حدود أو قيود للكلمة.
0 تعليق