”من الحصار إلى الجفاف.. كيف تحولت تعز إلى... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ”من الحصار إلى الجفاف.. كيف تحولت تعز إلى... - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 10:00 مساءً

في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية والخدمية الصعبة التي تشهدها محافظة تعز، كشف المقدم أسامة الشرعبي ، رئيس غرفة الطوارئ في المحافظة، عن تفاصيل الأزمة الحادة في مياه الشرب التي تعصف بالسكان منذ أكثر من أسبوعين، موضحًا أن الأزمة ناتجة عن تراكم عوامل متعددة، أهمها الحصار الحوثي المستمر، وشح الأمطار، واستغلال ملاك الآبار لرفع الأسعار، إضافة إلى ضعف آليات الرقابة.

وأكد الشرعبي، في منشورٍ مطول عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن تعز مرت بأسبوعين صعبين شهدت خلالهما نقصًا حادًا في مياه الشرب، ما مثل اختبارًا حقيقيًا لمدى صبر المواطنين ووعيهم الوطني، مشيدًا بـ"موقف أبناء تعز المسؤول والمنضبط"، قائلًا:

"لقد أثبت أبناء تعز أنهم أهل للمسؤولية، وأن انتماءهم لمدينتهم يفوق كل الظروف. فرغم الألم والمعاناة، التزموا بالصبر، وتعاونوا مع الجهات المعنية، ورفضوا الانجرار إلى الفوضى".

البداية: سلسلة من التحديات تتفاقم

أوضح الشرعبي أن جذور الأزمة تعود إلى عدة عوامل متداخلة:

  • الحصار الحوثي المستمر الذي يقطع المصادر الرئيسية للمياه منذ سنوات.
  • جفاف الآبار نتيجة شح الأمطار وعدم هطول سيول كافية خلال الموسم الماضي.
  • استغلال بعض ملاك الآبار لرفع أسعار المياه بشكل جنوني، ما زاد من معاناة السكان.
  • قصور في آليات الرقابة على توزيع المياه وضبط الأسعار.
  • نقص مياه الاستخدام المنزلي (المالحة) منذ مطلع الشهر الماضي، ما دفع آلاف الأسر إلى استخدام مياه الشرب لتلبية احتياجاتهم اليومية، مما زاد الضغط على المصادر المحدودة.

وأشار إلى أن حالة "الهلع الجماعي" الناتجة عن فقدان الثقة في قدرة الدولة على التعامل مع الأزمة، أدّت إلى استنزاف الكميات المتوفرة من مياه الشرب، في وقت كانت فيه الشبكة الرئيسية تعاني من توقف جزئي في الضخ بسبب نقص الوقود وتعطل المضخات.

تدخل عاجل: ثلاث مراحل إسعافية لإنقاذ الوضع

قال الشرعبي إن غرفة الطوارئ بدأت العمل فور توجيهات محافظ المحافظة، الأستاذ نبيل شمسان ، بتسخير كل الإمكانيات لمعالجة الأزمة كأولوية قصوى، وبإشراف مباشر من الوكيل المساعد لشؤون الخدمات المهندس رشاد الأكحلي ، ومدير عام شرطة المحافظة العميد منصور الأكحلي .

وأضاف أن الجهود تمت بالتنسيق مع جميع الجهات الخدمية والأمنية والمجتمعية، وتم تنفيذ خطة طوارئ على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: دعم مؤسسة المياه

  • تم تخصيص 500 ألف لتر يوميًا من مياه مؤسسة المياه لتشغيل محطات التحلية لأربعة أيام متواصلة.
  • كان السعر مدعومًا، حيث بيعت الدبة سعة 20 لترًا بـ 300 ريال فقط في البقالات.
  • حققت هذه المرحلة نسبة تغطية بلغت أكثر من 61% من احتياجات السكان، بحسب الإحصائيات الرسمية.

المرحلة الثانية: خطة 48 ساعة

  • إطلاق خطة طوارئ لتشغيل جميع محطات التحلية بكامل طاقتها.
  • تم التنسيق مع مؤسسة المياه لتغطية العجز، مع الحفاظ على السعر المدعوم.
  • واصلت هذه المرحلة تخفيف الأزمة، وأبقت على مستوى التغطية مرتفعًا.

المرحلة الثالثة: استيراد المياه من مصادر خارجية

  • تم توجيه محطات التحلية لاستيراد المياه من مصادر خارجية لسد النقص.
  • حدد سعر الدبة سعة 20 لترًا بـ 700 ريال من البقالات، كسعر مؤقت.
  • تُطبَّق إجراءات رقابية صارمة على التوزيع، مع متابعة مستمرة لتغطية الاحتياج.
  • وفق البيانات، وصلت نسبة تغطية احتياجات مياه الشرب إلى 80% ، مع توقعات بتحسن أكبر خلال الأيام القادمة.

أزمة المياه المالحة لا تزال قائمة.. وخطوات عاجلة لمعالجتها

أشار الشرعبي إلى أن حل أزمة مياه الشرب لا يمكن أن يتم منفصلًا عن أزمة مياه الاستخدام المنزلي (المالحة) ، والتي لا تزال تشكل عبئًا كبيرًا على كاهل المواطنين.

وفي هذا السياق، عُقد اجتماع طارئ اليوم برئاسة غرفة الطوارئ، ضم ممثلين عن مؤسسة المياه، هيئة المواصفات، الصناعة والتجارة، النقل، والجهات الأمنية، واتُخذت القرارات التالية:

  1. تخصيص مصادر للمياه المالحة :

    • تم تخصيص فرع مؤسسة المياه وبئر المؤسسة في مدينة النور وبئر الزراعة ، إضافة إلى عدد من الآبار الخاصة، لتزويد الوائتات (ناقلات المياه) بالمياه المالحة.
    • حُدّد سعر التعبئة من البئر للوائت بـ 18,000 ريال للوائت سعة 6,000 لتر، على أن يُباع المواطن بسعر 50,000 ريال ، وهو سعر مؤقت وخاضع للتقييم والمراجعة.
  2. منع توجيه آبار الضباب للمياه المالحة :

    • تم منع استخدام آبار منطقة الضباب لتزويد الوائتات بالمياه المالحة أو لجهات غير مرخصة.
    • إعادة توجيه الناقلات إلى المصادر المخصصة داخل المدينة، مؤقتًا، حتى انتهاء الأزمة.
  3. استمرار ضخ المياه للشبكة الرئيسية :

    • تستمر مؤسسة المياه في ضخ المياه وفق الجدولة القائمة، مع مراقبة دقيقة للكميات والتوزيع.
  4. رقابة صارمة على الجودة والأسعار :

    • تتولى هيئة المواصفات والمقاييس فحص جودة مياه الشرب يوميًا.
    • تستمر شرطة تعز، ونيابة الصناعة والتجارة، ومكتب النقل في حملات الرقابة والضبط ضد أي مخالفات في التوزيع أو رفع الأسعار.
  5. استمرار عمل غرفة الطوارئ على مدار الساعة :

    • ستبقى الغرفة تعمل بلا انقطاع حتى السيطرة الكاملة على الأزمة، مع تقييم مستمر للإجراءات المتخذة.

دعوة للمواطنين: التعاون والثقة والرقابة المشتركة

ناشد المقدم أسامة الشرعبي جميع المواطنين بالتعاون مع السلطات، وطالبهم بعدم الهلع، والاكتفاء باقتناء الكمية اليومية اللازمة من المياه، داعيًا إياهم إلى الإبلاغ الفوري عن أي مخالفات عبر الرقم الموحد لغرفة الطوارئ: 04210498 .

وشدد على أن "الدولة وسلطتها في تعز تعمل بتناغم وتنسيق كامل"، مؤكدًا أن "العمل جماعي، والمسؤولية مشتركة بين الجميع".

وأعرب عن تقديره الخاص لدور مؤسسة المياه ممثلة بمديرها المهندس وثيق الأغبري ، ومكتب الصناعة والتجارة ممثلًا بالأستاذ عبدالرحمن القليعة ، لما بذلاه من جهود استثنائية في مواجهة الأزمة.

كما وجه كلمة شكر لكل من "تمسك بثقته في مؤسسات الدولة"، واعتذر "من اهتزت ثقته نتيجة حجم المعاناة والواقع المرير"، قائلًا:

"نحن نعي الألم، ونحمل المسؤولية، ونعمل بصمت وجدية من أجل تجاوز هذه المرحلة الصعبة".

وختامًا، قدّم الشرعبي تحية تقدير خاصة لـ"جنودنا المجهولين" في الميدان، من عمال في مؤسسة المياه، ومحطات التحلية، وفرق الصيانة، ورجال الأمن، وكل من ساهم في إنقاذ المدينة من كارثة إنسانية أكبر.

"نعدكم أننا لن نتوقف حتى تعود المياه إلى بيوتكم بأسعار عادلة، ونظام عادل، وخدمة مستدامة. تعز تستحق الأفضل، ونحن عازمون على تحقيق ذلك".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق