لم يحدث منذ تأسيسها عام 1944... وكالة الأنباء... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لم يحدث منذ تأسيسها عام 1944... وكالة الأنباء... - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 12:05 صباحاً

في صرخة غير مسبوقة، حذّرت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) من أن مراسليها العاملين داخل قطاع غزة المحاصر قد يواجهون الموت جوعاً في أي لحظة، وسط عجز كامل عن توفير الغذاء والدواء والحدّ الأدنى من مقومات البقاء.

وقالت الوكالة، في بيان رسمي أصدرته يوم الأحد، إن مراسليها في غزة يواجهون وضعاً إنسانيًا كارثيًا غير مسبوق في تاريخ المؤسسة الممتد منذ عام 1944، مشيرة إلى أنها تخشى للمرة الأولى أن "يموت أحد صحفييها جوعاً أثناء أداء مهمته".

ونقل البيان عن أحد مصوري الوكالة، الشاب بشار (30 عامًا)، قوله: "لم تعد لدي القوة للعمل. جسدي نحيل للغاية ولم أعد قادرًا على مواصلة التغطية"، مشيرًا إلى أنه يعيش مع أسرته بين أنقاض منزل مدمّر وسط مدينة غزة، بلا كهرباء أو ماء، معتمدًا على فتات ما يتبقى من مساعدات الأقارب. ولفت البيان إلى أن شقيق بشار الأكبر سقط مغشيًا عليه من شدة الجوع.

وتضم شبكة مراسلي الوكالة داخل غزة حاليًا كاتبًا صحفيًا واحدًا، وثلاثة مصورين، وستة مصوري فيديو مستقلين، جميعهم ما زالوا في الميدان منذ انسحاب الطاقم الرسمي للوكالة مطلع عام 2024. وأكدت AFP أن هؤلاء الصحفيين هم من تبقوا لتوثيق الأحداث من الداخل، في وقت لا تزال فيه وسائل الإعلام الدولية ممنوعة من دخول القطاع منذ أكثر من عامين.

وقالت المصورة "أحلام"، إحدى أعضاء الفريق: "كل مرة أغادر فيها الخيمة للتغطية، لا أعلم إن كنت سأعود حية. الموت يحيط بنا من كل اتجاه، والماء نادر، والطعام شبه معدوم."

وأضافت الوكالة: "طاقمنا ينهار ببطء. لم يعد لدى معظمهم القدرة الجسدية على التنقل داخل القطاع، وبعضهم يقطع المسافات مشيًا أو باستخدام عربات تجرها الحمير، لتجنّب الاستهداف بالطائرات."

وعزت الوكالة هذا الانهيار الإنساني إلى الارتفاع الجنوني في الأسعار، وتعطّل النظام المصرفي، وتدخل وسطاء يقتطعون ما يصل إلى 40% من قيمة التحويلات المالية، مما يجعل الرواتب بلا قيمة حقيقية في ظل غياب الخدمات الأساسية ونقص الوقود والمعدات.

وتابع البيان: "تكررت نداءاتهم للمساعدة، أصبحت استغاثاتهم اليومية مشبعة باليأس. نخشى أن نتلقى نبأ وفاة أحدهم في أي لحظة."

وفي رسالة مؤثرة وجهها بشار يوم الأحد، كتب: "للمرة الأولى، أشعر أنني مهزوم، رغم ثلاث سنوات من الجحيم. لم نعد نملك الكلمات لنشرح للعالم أننا نعيش بين الموت والجوع. أتمنى أن يساعدني الرئيس ماكرون في الخروج من هذا الجحيم."

واختتمت المصورة أحلام حديثها بالقول: "نواصل التوثيق لأن المقاومة ليست ترفًا، بل بقاء. نريد أن نكون صوت من لا صوت لهم، رغم كل محاولات كتم الحقيقة."

وتعكس هذه الرسائل المؤلمة حجم الكارثة في غزة، التي تشهد، إلى جانب المجازر المتواصلة، سياسة تجويع ممنهجة، وسط صمت دولي اعتاد مشهد الحصار والدمار والخراب.

ويأتي هذا التحذير بينما تستمر المجاعة في التفاقم داخل القطاع، مع تسجيل مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 200 ألف شهيد وجريح ومفقود، وفق تقديرات محلية، ودمار شبه كامل للبنية التحتية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق