كتاب “القرن العشرون الطويل”… جديد إصدارات الهيئة السورية للكتاب - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كتاب “القرن العشرون الطويل”… جديد إصدارات الهيئة السورية للكتاب - تليجراف الخليج ليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 03:56 مساءً

دمشق-تليجراف الخليج

يقدّم الباحث الإيطالي جيوفاني أريغي في كتابه المرجعي القرن “العشرون الطويل: المال، السلطة، وأصول عصرنا”، أطروحة شاملة تعيد تأريخ صعود الرأسمالية العالمية ونكوصها، انطلاقاً من تحليل عميق لدورات القوة الاقتصادية وتحوّلات النفوذ العالمي.

الكتاب الذي نُشر بنسخته الإنجليزية الأصلية عام 1994، صدر بالعربية عن الهيئة العامة السورية للكتاب مؤخراً، وترجمه عدنان حسن في نسخة إلكترونية تقع في 524 صفحة.

المال كبديل عن السلاح

يركّز أريغي على فكرة أن الرأسمالية لا تتطور بخط مستقيم، بل عبر دورات كبرى من الصعود والهبوط؛ تبدأ بسيادة نموذج إنتاجي، ثم تتضخم إلى نمط مالي مضارب، لينتهي الأمر بأزمة تعقبها إعادة هيكلة للهيمنة، يتتبع في ذلك ثلاثة أطوار سابقة: الهيمنة الهولندية، فالهيمنة البريطانية، وصولاً إلى الهيمنة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية.

بين بروديل وماركس… وسردية الاقتصاد – التاريخ

يتقاطع الكتاب مع أفكار المفكر الفرنسي فرنان بروديل صاحب نظرية المدة الطويلة في التاريخ، عبر دراسة التاريخ من خلال تحليل بنى اجتماعية، واقتصادية، وبيئية، بدلاً من التركيز على السياسة ورجالاتها، حيث يزاوج أريغي بين هذه الأفكار والنقد الماركسي للرأسمالية.

يستخدم أريغي نماذج مثل (المال – السلعة – المال المضاعف) لتوضيح منطق التراكم، ويحلل كيف انتقلت القوة من المراكز التجارية في العصور الوسطى إلى أنظمة رأسمالية ذات طابع عالمي مؤسسي.

أميركا… آخر إمبراطورية؟

يفرد المؤلف فصلاً مطولاً للهيمنة الأميركية التي يعتبرها امتداداً، وكذلك تحوّلاً في نموذج السيطرة من الاستعمار التقليدي إلى الهيمنة عبر المؤسسات المالية والتجارية (كصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية)، ويرى أن بوادر انهيار هذا النموذج بدأت في سبعينيات القرن العشرين مع التحول نحو المضاربات المالية وتفكيك التصنيع.

ماذا عن الصين؟

يختم أريغي كتابه بالتساؤل: هل ستكون الصين الوريث الجديد؟ لكنه لا يقدم إجابة حاسمة بل يلمح إلى أن النموذج التنموي الصيني المبني على الإنتاج أكثر من المال قد يعيد الرأسمالية إلى “أرضها” الآسيوية، ولكن بشكل مختلف أكثر جماعية.

ينتهي الكتاب إلى أن “القرن العشرون الطويل” ليس مجرد قراءة اقتصادية، بل تأريخ مغاير للعالم الحديث من زاوية المال والسلطة والهيمنة، يلزم السياسيين كما المؤرخين، ويقدم للباحثين أداة لفهم العالم كما يتشكّل، لا كما يروى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق