بدأت أمانة المنطقة الشرقية ممثلة ببلدية الدمام تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير وتنظيم سوق الحراج في حي الأثير، ضمن خطة لتحسين المشهد الحضري وتنظيم الأنشطة التجارية.
ويأتي المشروع بعد سنوات من المطالبات المجتمعية بتحديث السوق الشعبي وتحسين بنيته التحتية.
ويشمل المشروع، الذي يمتد على مساحة تُقدّر ب18,000 متر مربع، تنفيذ أعمال تسوير ميدانية للموقع تمهيدًا لتشييد أكثر من 140 معرضًا تجاريًا، إلى جانب توفير ما يزيد عن 400 موقف مخصص للمركبات، في خطوة تهدف إلى تعزيز انسيابية الحركة والحد من العشوائية التي كانت سائدة.

رؤية المملكة 2030

وأوضحت امانة الشرقية أن المشروع يُعد من أهم المبادرات التطويرية لرفع كفاءة استخدام الأراضي داخل النطاق الحضري، مشيرة إلى أنه يُواكب رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة والارتقاء بالخدمات العامة، مع الحفاظ على الطابع الشعبي للأسواق القديمة.
من جهتهم، أعرب عدد من المواطنين عن ترحيبهم بالمشروع، مشيرين إلى أنه سيحدث نقلة نوعية في السوق الذي ظل يعاني من مشكلات عشوائية وتدنٍ في مستوى الخدمات.
ولفت مواطنون إلى أن إنشاء معارض منظمة ومواقف مهيأة سيعيد الحيوية لسوق الحراج، الذي يُعد أحد أبرز المعالم التجارية القديمة في الدمام.

الأسواق الشعبية الحديثة

وأشار مواطنون إلى أن الخطوة جاءت استجابة لمطالب قديمة، حيث أكد أحدهم أن السوق كان بحاجة ماسة لإعادة التنظيم بسبب الزحام وسوء المرافق، فيما رأى آخر أن المشروع يمثل تحولًا جذريًا سيُعيد للسوق بريقه، وخصوصًا أنه يقع في منطقة ذات كثافة سكانية عالية.

واقترح بعض الأهالي إعادة النظر في اسم السوق بما يعكس هويته المتجددة ويواكب الأسواق الشعبية الحديثة في الخليج، في خطوة من شأنها رفع مستوى جودة البضائع وتعزيز ثقة المتسوقين.
وفي هذا السياق، أوضح المواطن عبد الله المبارك أن تنظيم السوق وتطويره كان مطلباً قديماً للأهالي، مؤكداً أن البداية الفعلية للمشروع ستحقق فرقاً ملموساً في مستوى الخدمات والانضباط.

تحديث اسم السوق

واتفق معه المواطن صالح الدريويش، الذي أشار إلى أن المشروع يعالج مشكلات مزمنة طالما عانى منها المتسوقون والباعة، كالعشوائية وسوء المرافق، مبيناً أن وجود معارض ومواقف مهيأة سيعيد الحيوية لهذا السوق الشعبي التاريخي.

وشدد عبد العزيز التركي على الأهمية الاستراتيجية للمشروع، لا سيما وأنه يقع في منطقة مكتظة بالسكان، مما يجعل تنظيمه أمراً حيوياً للحفاظ على هوية السوق مع مواكبة التطور.
وفي رؤية استشرافية، وصف المواطن صالح تردي المشروع بأنه نقلة تطويرية وتنظيمية فريدة، مقترحاً النظر في تحديث اسم السوق ليكون أكثر عصرية وجاذبية، بما يواكب تطور الأسواق الشعبية في الخليج ويرفع من جودة المعروضات.

جولة "اليوم" الميدانية

وكانت ”اليوم" قد أجرت في وقت سابق جولة ميدانية داخل السوق، ورصدت خلالها أبرز التحديات التي تواجه الزوار، بما في ذلك وجود باعة جائلين بشكل عشوائي، وملاحظات متعددة حول المرافق والخدمات.

كما سجلت مطالب الأهالي بتدخل الجهات المعنية لتنظيم السوق، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة تراعي معايير السلامة والأنسنة.
ويُعد المشروع أحد أبرز خطوات تطوير الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية، ويعكس التزام الجهات البلدية بتنظيم النشاط التجاري وتوفير بيئة متكاملة تراعي احتياجات الباعة والمتسوقين على حد سواء.