نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ريتيجي.. وريث الرياضيين.. شبيه باتيستوتا وسلاح القادسية - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 05:03 مساءً
ماتيو ريتيجي عنوان قصة هجرة عابرة للقارات، بدأت فصولها قبل أكثر من قرن في ميناء جنوى الإيطالي.
في تلك الأيام، حملت السفن آلاف الإيطاليين عبر المحيط الأطلسي، هاربين من وطأة الفقر، باحثين عن حياة أفضل على ضفاف ريو دي لا بلاتا في الأرجنتين.
في أحياء بوينس آيرس النابضة بالحياة، حيث تتداخل الألوان والموسيقى والعواطف، امتزجت الروح الإيطالية بالهوية الأرجنتينية، مكونة نسيجًا إنسانيًا فريدًا، حمل في طياته شغف كرة القدم، العشق الذي لا ينطفئ.
ريتيجي، ابن هذا المزيج الثقافي، وُلد في الأرجنتين، في قلب مدينة سان فيرناندو، على مقربة من ملعبي ريفر بليت وبوكا جونيورز،
نشأ ماتيو وهو يتنفس أجواء هذه المنافسة العريقة، حيث تعلم أن الكرة ليست مجرد لعبة، بل هي لغة الحياة، طريقة للتعبير عن الذات، ووسيلة لتحقيق الأحلام، لكنه، في الوقت ذاته، كان يحمل في دمه إرثًا إيطاليًا قديمًا، جذورًا لم تنقطع رغم المسافات والأجيال، جذورًا كانت تنتظر لحظة العودة.
في جنوى، خطف الأضواء بفضل سرعته، ذكائه داخل منطقة الجزاء، وحاسته التهديفية العالية، أصبح ريتيجي سريعًا حديث الزمان والمكان.
كان يتحرك كالصياد، يتربص بالفرص، وينهي الهجمات بدقة قاتلة، ما جعل المدرب روبرتو مانشيني يلتفت إليه.
في مارس 2023، جاءت اللحظة التاريخية عندما ارتدى ريتيجي قميص المنتخب الإيطالي للمرة الأولى.
لم يكن الموقف عاديًا، فقد لعب مباراته الأولى أمام إنجلترا في ملعب دييجو أرماندو مارادونا في نابولي، وسجّل ريتيجي هدفًا في تلك المواجهة، معلنًا عن وصوله إلى الساحة الدولية بقوة.
مانشيني، الذي لا يُعرف بالمبالغة في المديح، لم يستطع إخفاء إعجابه، وقال: «ريتيجي يذكرني بجابرييل باتيستوتا في بداياته، لديه هذا الجوع للأهداف والقدرة على حسم المباريات». المقارنة بـ«باتيجول»، أسطورة الأرجنتين وفيورنتينا، لم تكن مجرد كلام عابر، بل شهادة على موهبة استثنائية.
بعد موسم مميز مع جنوى، حيث سجل أهدافًا حاسمة وأظهر قدرات استثنائية، لفت ريتيجي أنظار أندية الكالتشيو الكبرى.
كان الانتقال إلى أتالانتا، النادي المعروف بتطوير المهاجمين وصقلهم، الخطوة المنطقية التالية في مسيرته.
تحت قيادة المدرب جان بييرو جاسبريني، الذي يُعرف بنظامه التكتيكي الصارم وأسلوبه الهجومي المتوازن، وجد ريتيجي البيئة المثالية ليُظهر كامل إمكاناته.
في أتالانتا، تحوّل ريتيجي إلى ماكينة أهداف لا تتوقف، كان يتحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء، يستغل المساحات الضيقة، ويُنهي الهجمات بضربات رأسية أو تسديدات دقيقة.
في موسم 2024-2025، بلغت موهبته ذروتها، حيث توّج بلقب هداف الدوري الإيطالي، محققًا رقمًا قياسيًا من الأهداف، ومحولًا مباريات معقدة إلى انتصارات بفضل لمسته النهائية.
لم يعد ريتيجي مجرد وعد كروي، بل أصبح واحدًا من أفضل المهاجمين في إيطاليا، قادرًا على مواجهة أقوى المدافعين في ملاعب السان سيرو، الأولمبيكو، ويوفنتوس ستاديوم.
قصة ماتيو ريتيجي لا تكتمل دون الحديث عن إرث عائلته الرياضي العريق. والده، كارلوس ريتيجي، كان نجمًا في رياضة الهوكي على العشب، حيث مثل الأرجنتين في ثلاث دورات أولمبية، أما شقيقته ميكايلا، فقد سارت على خطى والدها، وحققت إنجازًا مميزًا بحصولها على الميدالية الفضية في هوكي العشب مع منتخب الأرجنتين في أولمبياد طوكيو 2020.
اليوم، يخوض ماتيو ريتيجي مغامرة جديدة، مغادرًا الملاعب الإيطالية ليحط الرحال في السعودية، حيث انضم إلى القادسية.
هذا الانتقال ليس مجرد خطوة مهنية، بل هو فصل جديد في قصة رجل يحمل معه إرثًا طويلًا من الشغف والتحدي.
من شوارع لا بوكا النابضة بالحياة في بوينس آيرس، إلى جنوى التاريخية، والآن في الخبر، يحمل ريتيجي معه خبرته التهديفية، ذكاءه الكروي، وروحًا لا تعرف الاستسلام.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات الرياضية.
0 تعليق