نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ندوة حول دور الإعلام في الحفاظ على التراث بدمشق - تليجراف الخليج ليوم الخميس 24 يوليو 2025 09:01 صباحاً
دمشق – تليجراف الخليج
دور الإعلام في الحفاظ على التراث شكّل محور ندوة استضافتها القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق اليوم، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين والأكاديميين، ناقشوا خلالها دور الإعلام كجسر حي يوصل التراث السوري الثمين إلى الأجيال ويحميه من الضياع.
– معرض لحرف تعاني خطر الزوال
الندوة التي نظمتها النافذة الثقافية في ضاحية قدسيا، رافقها معرض للصناعات اليدوية والحرف التراثية، شارك فيه عدد من شيوخ الكار والحرفيين الذين عرضوا نماذج من أعمالهم التي ينتمي بعضها لحرف مهددة بالزوال.
– تجربة مخيم الزعتري في الحرف التراثية
مدير ثقافة ريف دمشق الدكتور محمد أرحابي تحدث خلال كلمة له عن المسؤولية الجماعية في الحفاظ على الهوية والإرث السوري رغم كل الظروف، وأشار إلى أن مخيم الزعتري بالأردن الذي ضم زهاء 600 ألف مهجر سوري، شهد تأسيس شارع حرفي عام 2012، تطور إلى 200 حرفة خلال 6 أشهر فقط، وشهد إقبالاً كبيراً وجذّاباً للأردنيين.
كما شدد رئيس الشؤون الدولية بوزارة الثقافة زياد ميمان على مهمة كل فرد بالمجتمع بأداء دوره في الإضاءة على الحرف التراثية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي للمساعدة على انتشارها ومن ثم نقلها للأجيال.
– الإعلام والحفاظ على التراث:
وخلال الندوة، عرضت الدكتورة في قسم التراث الشعبي في علم الاجتماع بجامعة دمشق أمل دكاك لدور الإعلام في حياة المجتمعات، وفي عملية نقل التراث بنوعيه المادي واللامادي، وتعزيز دوره كذاكرة للأمة عبر تاريخها الحضاري سواء الذي أبدعته أو ورثته.
وأكدت دكاك أن التطور التكنولوجي والاتصالي منح وسائل الإعلام فرصة لتوثيق التراث الشعبي بشقيه المادي واللامادي، والحفاظ على أصالته وهو ما جسده عبر الأفلام الوثائقية والبرامج الثقافية والترفيهية والأغنية الشعبية والتراثية، والإضاءة على من يكتب التراث الشعبي أو يوثقه أو يؤرخه، إضافةً إلى دور الأعمال الدرامية والأفلام والندوات والمحاضرات وغيره.
ودعت دعاك إلى تكليف الكتاب الصحفيين المختصين أو المطلعين على التراث في إنجاز المواد الإعلامية والفنية الخاصة بالإرث الحضاري السوري، وإلا ستكون النتيجة كما في بعض الاعمال الدرامية التي أساءت للتراث الشعبي والبيئة المحلية، فتحول هذا المكون الثقافي التراثي لمجرد خلفية لبرامج ومسلسلات دون المستوى، ما حولها من أهم عناصر الهوية الوطنية إلى مجرد ديكور.
ولفتت دكاك أن المطلوب من الاعلام لتعزيز دوره في الحفاظ على التراث تقديم مضامين ثقافية تؤثر بوعي الإنسان بكل مراحله العمرية، وتضافر الجهود بين وزارات الثقافة والسياحة والتربية والتعليم، وكذلك التعليم العالي والبحث العلمي مع وزارة الإعلام لوضع خطة سنوية متكاملة.
– التراث الشعبي في سوريا وتضرره بقصف النظام البائد
وتحدث رئيس الجمعية الحرفية فؤاد عربش عن الحرف التي كانت تتميز بها الأحياء الشعبية بدمشق كالموزاييك والبروكار والصدفيات والنقش على الخشب وصناعة النسيج بأنواعه، حيث كان في حي الشاغور لوحده حوالي 15 فرناً زجاجياً تعتمد على نفخ الزجاج بالفرن، لافتاً إلى أن أغلب هذه الحرف اندثرت اليوم رغم أنها هوية وجزء من التراث والتاريخ، مبيناً أن قصف النظام البائد بالصواريخ والبراميل المتفجرة للمدن والقرى تسبب بتدمير الورشات وإغلاق المحلات وخسارة أكثر من 70 إلى 80 بالمئة من الحرف التراثية.
وعرض عربش للمحاولات التي تقوم بها الجمعية الحرفية لحفظ التراث، ومنها مؤسسة حلم للتدريب والتعليم لنقل هذه المهن لجيل الشباب والناشئة الموهوبين والراغبين بالتعلم، عبر إقامة دورات مجانية تؤدي لاحقاً لإمكانية التوظيف داخل الجمعية، إضافة للسعي نحو ربط التراث السوري بالتراث العالمي عبر اليونيسكو، داعياً وسائل الإعلام المختلفة للإضاءة على تاريخ الحرف التراثية، والتعريف بآلياتها وأدواتها التي كانت تعتمد عليها، في سبيل تعزيز مكانتها لدى الأجيال القادمة.
– آراء الحرفيين
واستعرض عدد من الحرفيين المشاركين بالندوة واقع حالهم أيام النظام البائد، وتجاهل هذا القطاع بالكامل وإهماله، والاقتصار على مناسبات شكلية دون الاهتمام بهم، مشيراً بعضهم إلى صعوبات التسويق وأهمية تعزيز المعاهد المتخصصة بتعليم الحرف القديمة.
0 تعليق